بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
يقول الله في كتابه الجليل [وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الۡجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمۡ قُلُوبٌ لاَّ يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٌ لاَّ يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ آذَانٌ لاَّ يَسۡمَعُونَ بِهَا أُوۡلَٰٓئِكَ كَالأَنۡعَامِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ أُوۡلَٰٓئِكَ هُمُ الۡغَافِلُونَ]( الأعراف179)
أن للناظر بعينه للعالم وما حوله من بشر سوف يتأكد بأن العالم الإسلامي يزداد تعداده كل يوم وبشكل متسارع وذلك لسببين رئيسيين هما كثرة الولادة وكثرة الزواج وحتى أن كانت نتيجة هذا الزواج الطلاق لكنه أذا نتج عنه طفل فأنه على الأغلب سيكون مسلم وبهذا يزداد العالم السكاني الإسلامي ولهذا أمر قد يكون سلبياً اكثر منه إيجابياً من الناحية الاجتماعية والإنسانية ولا أريد أن أخوض في هذا الأمر هنا ولكن أن شاء الله سوف نتكلم عنه في وقت لاحق أذا أراد الله تعالى
نعود ألى الموضوع الرئيسي وهو التمدد الأفقي ( التوسع السكاني ) الإسلامي ولهذا التمدد عدة نقاط سلبية من وجهة نظري ألخصاها بالأتي
1_ نتج من هذا التمدد الأفقي مجتمع جاهل لا يعرف من دينه ألا اسمهُ وبعض الجزئيات والتي بالغالب تكون غير أساسية أو ليست من الدين في شيء .
2_أنعكاس صورة سلبية عن الدين الإسلامي وبهذه النقطة تفتح باب الطعن بالدين الإسلامي
3_ أزدياد حالة الفقر مما ولد الحاجة ألى الدول الغنية لمدنا بالمساعدات ولو كانت هذه المساعدات على حساب الدين والعقيدة
4_ زيادة حالات التنصير عند الشباب الإسلامي وبشكل ملحوظ .
أما الانحسار الرأسي سببه هشاشة العقيدة عند الكثير من علماء المسلمين وبأغلب طوائفهم ومللهم وعدم القدرة على مواجهة أعداء الدين الإسلامي وذلك لسبب رئيسي مهم أن اكثر العلماء باتوا يعتبرون القرآن مصدر ثاني أو ثالث للدين كل حسب ترتيبه الفعلي والعملي وليس النظري ( لآننا لو سالنا أي عالم مسلم ما هو المصر الأول للتشريع أو الدين لقال القرآن ولكن على ارض الواقع تجده شيء اخر فقد لا يستشهد بكلامه بآية واحدة و أنما يكون الاعتماد على الحديث بكل مستوياته وعلى الرواية ولو كانت مجهولة) .
التطابق شبه التام بين الكثير من الأمور التي أصبحت عبادة ( وهي لست من الدين أصلاً) بحكم الجهل مع كثيراً من عبادات الأديان اليهودية أو النصرانية وحتى السيخية والهندوسية وغيرها والتي يقربها علماء الدين . مثلاً الاحتفال بالميلاد النبوي , إقامة طقوس مولد لكل ولي أو شيخ أو زعيم طائفة أو طريقة صوفية , بناء القبب وغيرها المشابه بشكل شبه كامل مع قبور الأئمة والأولياء وغيرهم . مما ولد دين يشبه الدين الإسلامي بالمبدأ ويختلف معه بالتطبيق والمضمون
وكذلك من أسباب الانحسار العمودي للدين هو فساد الحكام وخصوصاً بالدول العربية وأساس فساد الحكام هم العلماء والبطانة الدينية للحكام الذين يجدون المخارج والتشريعات للحكام وفق ما يتماشى مع رؤية هذا الحاكم او ذلك وحتى ان كان هذا الرأي يتعارض مع القرآن مما فتح باب التجاوز اللا معقول على الدين و خصوصاً من قبل رجال الحكم
ولهذا نتجت صورة مهينة و ذليلة للفرد المسلم حتى بات يستجدي دول العالم من دول النصارى أو الدول الملحدة مثل روسيا و الصين . بكل أموره ويستجير بهم بكل صغيرة وكبيرة حتى بات جزء لا يتجزأ منهم ومن أفكارهم ومخططاتهم ولكن بطريقة عمياء طبعاً
وهذا يذكرني بحديث النبي عليه السلام { يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، !!وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. !!فقال قائل : يا رسول الله!وما الوهن؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ]
وهذا يقودنا الى فائدة او تساؤل ان الأمة الإسلامية لديها قل المقومات للنهوض بالمجتمع والعالم الإسلامي ومع ذلك لا تستطيع القيام بهذا النهوض
وذلك للأسباب التالية
1_عدم وجود قيادة حكيمة تقود الأمة على منهج قرآني سليم خالي من الحزبية والمصالح الدنوية أو المصالح الفئوية
2- سكوت العلماء على ممارسات العوام الخاطئة والتي تمس اصل العقية وجوهرها و ذلك بسبب تقديم المصالح الدينية على أوامر رب العالمين مما أدى هذا الأمر ألى تغلغل الأفات والخزعبلات حتى باتت هي اصل الدين وجوهر العقيدة
3_ أن على الحكام والعلماء تقع مسؤولية هذا الأمر لتخلص الناس من سبب الذل والمهانة وان أول أسباب ذل الدول الإسلامية هو الشرك بالله و أنتشار الظلم بين الرعية ونتج عن ذلك كمية كبيرة ولكنها جوفاء ولا تملك حس الانتماء لهذا الدين وعلى كل صاحب مسؤولية ان يخاف الله من فوقه وليتقي ربه ويقرأ قول الله جل جلاله يقول [ يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٍ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٍ مُّحۡضَرًا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفۡسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالۡعِبَادِ ]( ال عمران 30)
و أخيراً اذكر قول منسوب لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه في تعريف التقوى :
( الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل )