بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم ملك يوم الدين
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز [ أُولَـٰٓئِكَ الَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورًا ](الأسراء 57) .
ان هناك الكثير من الاشياء لا يمكن الاخذ بها على الافراد اي بمعنى لا يمكن ان نأخذ جزء ونترك الاخر ولا نأخذ نقطة ونترك اخرى بل يجب علينا ان نأخذ هذا الامر او المسألة او القضية بالكلية فلا يصح تجزأتها والا خرجت عن معناها او فحواها الروحي والقصد منها
ومن هذه الأمور و أعلاها درجة هي درجة العبودية لله الواحد القهار و من هذه الامور واهمها هي ثلاث أشياء ( الحب , الخوف , الرجاء ) وسنشرح بعض ما ينفع ان شاء الله للوصول الى هذه الامور الثلاثة
1_ ( الحب ) يقول الله في سورة البقرة الآية (165) [ وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ] ومن اهم ألامور للوصول لحب الله هي معرفتهُ من خلالِ أسمائهِ وصفاتهِ وأفعالهِ وقدرتهُ على جميع الخلق وغيرها من الأمور وعلى سبيل المثال لا الحصر مثل اسمه الودود ,السميع ,المجيب , الغفار, الحكم , الصمد وغيرها من اسماء الرحمة وان تعرف بعض معاينها . والا كيف ستحب من تجهله او تجعل صفاته او ماذا يحب و من نتاج هذا الحب هو ان تسعى لعمل كل ما يريد المحبوب او كل ما يجعله راضً عنك مرضي انت عنده
2_ ( الخوف ) يقول الله سبحانه وتعالى في سورة يونس الآية(15) [ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّى عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ ] ويقول جل في جلاله في سورة الأسراء الآية ( 57)[ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورًا ] ومن موجبات الخوف كما الحب هو المعرفة بالله سبحانه من خلال أسمائهِ وصفاتهِ وقدرته على جميع خلقه مثلاً [ الجبار , المتكبر, المهيمن , المنتقم , المتعال , المميت, القدير ] والكثير من الأسماء التي ترتجف لها الأبدان حين تسمعها او تنطق بها خوفاً وخضوعاً ورهبتاً ونتيجة هذا لهذا الخوف يجعلك تبتعد عن كل ما نهاك عنه او امرك ان تتجنبه من افعال او اعمال او اقوال للتجنب عقوبته او جزائك على هذه الافعال . والله سبحانه يقول [وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ]( الرحمن46) ويقول رب العزة [ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفۡسَ عَنِ الۡهَوَى(40) فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ(41)](النازعات)
3_ ما مسألة الرجاء فهي من الأمور التي كثيراً ما تستخدمها الناس ولكن بصورة سيئة وبشعة وخاطئة جداً والكثير حين يذنب يقول ( الله كريم , الله غفور رحيم ) وغيرها من الكلمات التي ان دلت تدل على رجاء رحمة الله ولكن مع الاسف أنا عرف الناس تستحي من الفعل اللئيم حياءً من الكريم وليس العكس والله يقول في سورة الرحمن [هَلۡ جَزَآءُ الۡإِحۡسَانِ إِلَّا الۡإِحۡسَانُ ](60) من الأسماء التي تحث على الرجاء ( العفو , الغفور , الكريم , الرحمن , الحليم ) وغيرها التي تدفع بالإنسان لرجوا رحمة الله سبحانه وتعالى بعد ان يقدم الطاعات والعبادات لله وحده ولا يشرك به احد
فمن المعيب مقابلة الاحسان بالإساءة ومن المخجل نكران الجميل والمعروف
وقد جاء في الحديث القدسي [ يقول الله يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي , خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد كم من ملك كريم يصعد إلي منك بعمل قبيح .]
والله يقول عن اصحاب الرجاء وصفاتهم [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا۟ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا۟ وَجَاهَدُوا۟ فِى سَبِيلِ اللّهِ أُوۡلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ]( البقرة282) .
[ إِنَّ الَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقۡنَاهُمۡ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرۡجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ](فاطر29)
و غيرها من الآيات الرجاء
الخلاصة :
ان العبادة لله لا تتم الا من خلال المعرفة والعلم والاخذ بالكلية وليست حسب الرغبة والحاجة او المنفعة وكذلك لا تتم بالجهل او التجاهل
وكذلك يجب على الإنسان يعمل ما يمكنه عمله لكي يحصل درجة العبودية الحقيقة لله وحده سبحانه وتعالى دون سواه
هذا والله أعلم وأكرم
فأن اصبت في كلامي فالحمد لله وحده
وان أخطأت أرجوا رحمته وغفرانه سبحانه
والسلام عليكم