بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ملك يوم الدين
يقول خير من قال في كتابه العزيز الجليل في سورة غافر الآية( 40) [ مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةً فَـَلا يُجۡزَى إِلَّا مِثۡلَهَا ]
فليعلم كل عاقل أن الجزاء بالمرصاد وان طال الأمد ولكن لله خبير بعباده بصير بأمرهم عليم بحالهم حليم بهم سبحانه
فمن الخطاء والغباء والاغترار ان الإنسان حين يخطأ ولم يرى عقوبه لنه قد سومح عليها او قد عوفيه منها
والله سبحانه يقول [فَذَرۡنِى وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الۡحَدِيثِ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡث َلا يَعۡلَمُونَ(44) وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ (45)](القلم)
لذلك لو فكر كل إنسان عاقل بذنب واحد من ذنبه تاب عنها واقلع والله لم يشاء ان يغفر له لانه ما دام قد أخطاء فمن العدل أن يأخذ جزائه عن هذا الخطاء وان تاب واقلع ولكننا نرجو رحمة ربنا سبحانه ما ارحمه فيحن نتوب عن أي ذنب نرجوا رحمته وإحسانه لان الله لو عاملنا بالحق والعدل ما بقى على ظهر الأرض من احد
ولو سأل كل إنسان عاقل بكم ذنب اخرج الله ادم من جنته التي خلق عليها ؟ بذنب واحد [ وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ](البقرة 35)
وبكم ذنب عاقب الله نبيه يونس عليه السلام [وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبۡحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ](الأنبياء87) مع انه نبي خطأ فعاقبه الله ( سبحانه ما اعدله وارحمه وأقدره )
لذلك لا يخدعك عقلك او يغويك شيطانك فتتجرا على الله وتهتك ستره في السر أو العلن
من اشد العقوبات حين يكفر الإنسان فيمهله الله ويمده وهو يستمر في الكفر والإصرار عليه
ولا يرى عقوبة الله والكثير من الناس تحسب العقوبة هي الشيء الملموس مثل المرض أو السجن أو ذهاب مال أو فقدان ولد لا بال على العكس فقد يكون في بعض الحلات هذه الأمور من رحمات الله لهذا الإنسان حتى يكف عن ذنبه ويستغفر به ويتوب أليه سبحانه
ولكن العقاب الأشد ان يجعل الله عقلك وقلبك مقفل عن أي شيء يخص الله رحمته أو التفكر به او الرجوع أليه سبحانه او قد يسلط عليك من يهتك سترك دون ان تعرف او يعرف سر بيتك دون ان تدري فتكون مغيب عن واقع حال بيتك او يسلبك شرفك فتكون ديوث والعياذ بالله { نسأل الله السلامة و الرضا والعفو و العافية من كل سؤ في الدنيا والاخرة }
ومما ارهُ وأشاهده من ظلم البشر للبشر ما هو ألا نتيجة لسوء اعملهم أولاً مع الله من كفر وجحود وشرك الحاد وغيرها وثانيا في ما بينهم من ظلم وعدوان ونميمة وغيرها
لذلك على كل إنسان حين يعمل سؤ ان يستغفر الله ويسأله الغفران و التوبة ويسال الله أن يعفو عنه ولا يأخذه بالذنب [ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسۡنًا بَعۡدَ سُوءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ]( النمل11)
هذا والله اعلم واكرم والسلام عليكم ورحمة الله