بسم الله الرحمن الرحيم
لا آله إلا الله محمد رسول الله
يقول الله في محكم كتابهِ الجليل في سورة لقمان في وصيتهِ عليه السلام لأبنه[يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير ]
بعد هذه المقدمة المباركة احب ان اطرح سؤال للإباء ( هل ربيت أو صنعت أبنك وجعلته عبداً لله أم جعلته وصنعته عبداً للشيطان والدنيا )
فأن كان جوابك هو لله فقد فزت وفاز ابنك وكان خيره لك وللناس وان كان جوابك للشيطان والدنيا فقد خبت وخاب ابنك وكان شره عليك وعلى الناس
ولكن كيف يكون الأبن لله هذا هو المهم
أذا كانت الناس تتجه بتفكيرها على الأغلب للدنيا فالأب يحث أهله و أولاده على المعصية والأم تحث بناتها على المعصية مع العلم ان الكثير من الأهل يعلمون أن غداً يحصون ما هم اليوم قد يزرعون و مع هذا لا يتعظون ولا يعتبرون
وبعد أن يمضي بهم العمر ويبلغ احدهم الكبر او كلاهما فلا يجدون من أولادهم ألا الضيق والحسرة وقلة الأدب والاحترام ويبدئون يشكون للناس ممن كان بالأمس فلذة كبده فهنا عليه أن يقول أنا احصد ما زرعت بالأمس من معاصي وذنوب وحث على أن يكون ابنه متفوق في كل شيء ألا في رضا الله
والعجب أن الكثير من الأبناء حين يسأل ابنه عن نجاحاً قد حققه لا يحاول ان يسأله هل هذا العمل كان فيه رضا لله أم لا وهل كان على نور من الله أو لا لا بل انهم يفرحون في هذا الإنجاز وان كان على حساب الغير أو ظلم العباد و اكل حقوقهم أو موالهم
وكما انه هناك الكثير من ثقافات الشعوب تحث الرجل أو الشاب على السرقة والنهب
وهناك الكثير من الإباء من يفني عمره يجمع الأموال وبكل الطرق لكي يورثها لأبنه فالابن يتمتع والأب يوم غداً يتعذب ويصلى سقر والعياذ بالله
فكم من أب صنع كافر و مجرم وكم ام عطفت على هذا الكافر او المجرم أ فتظنون أنفسكم أنكم لا تسألون أن كان هذا ضنكم فقد خبتم وخاب ضنكم وعليكم ان تعدوا لله وتنصحوا نفسكم و أبناءكم وتكونوا أمناء على هذه الأمانة التي أتمنكم الله عليها فأنكم يوم غدأ مسؤولون أمام الله
كم من رجل قرأ سورة لقمان ولم يتدبر الوصية في هذه الآيات الكريمة و ما لها من جوانب على مفاصل الحياة الأساسية والسعيدة فأول ما اوصى لقمان عليه السلام ابنه هو عدم الشرك بالله وهو من اهم قواعد الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة ان شاء الله ومن ثم اتبعهُ بعدة وصايا كما جاء بالآية الكريمة سابقة الذكر فأين الإباء من هذا الخطاب أم انهم لم يتفكروا في أمرهم وحسابهم وكل ما أمر الله به من طاعات وعبادة ام الحياة الدنيا خلقت لنكون بها عبيد لها نجري خلفها وما كاد نحقق شيئاً حتى يدركنا الموت ونذهب بالصحف التي ستنشر يوم غداً امام الجليل فما ان نكون من الناجين فنحمد الله او نكون من الهالكين والعياذ بالله ولا نلوم ألا انفسنا التي غرتنا وأنستنا أننا خلقنا لنعبد الله لا الدنيا ملذاتها
ولقد جاء في الآثر عن النبي محمد عليه السلام أنه قال ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلامن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) لو كان ابنك غير صالح فما نفعك الدعاء وقد تدعوا عليك الناس لسوء ما تركت بعدك وشر على الناس والدنيا فالحذر الحذر من سؤال لا جواب له ومن جواب مخجل امام رب الخلق الذي رزقك بذرية فأن أحسنت أحسنت لنفسك ولهم وان أسئت أسئت لنفسك ولهم
والحمد لله رب العالمين