الإنسان كائن اجتماعي وليس فردي، يشابه في سلوكه هذا الحيوانات التي تعيش في قطعان.
لكي يتمكن القطيع من العيش ككتلة واحدة خلق الله في كل فرد منه ميل نحو تقليد الآخرين. مثلا مصطلح "القطيع المنطلق" يطلق على قطيع يركض بإتجاه معين ويسحق أي شيء في طريقه بدون توقف. والملاحظ أن أي فرد من القطيع لا يعرف لماذا يركض، ولكنه يركض لان الأفراد المجاورين له يركضون.
نفس هذا السلوك موجود في الأنسان، فالفرد يشعر بالطمأنينة عندما يفعل أمراً يفعله الآخرون المجاورون له...
ولهذا إذا لاحظنا المجتمعات البشرية نراها مجتمعات متكتلة ومستقرة ومنفرزة الى مجاميع أو كتل وطوائف ذات توجهات مشتركة.. أفراد الطائفة الواحدة يفعلون اموراً وتقاليد متناقضة لا تمت للمنطق بصلة ولكنهم مطمأنون لها بسبب شيوعها في البيئة التي يعيشون بها.
"معقولة هذولة الناس كلهم غلط؟!" .. هذه العبارة هي نتيجة للسلوك الجمعي.
عندما نناقش شخص بأمر ديني منطقي، ربما سيجد الكلام منطقياً جداً ولكنه قد لا يجده مطمئناً ولكن سيشعر بشعور داخلي من اللاراحة سببها عدم شيوع الأمر الصحيح في سلوك البشر المحيطين به، بينما يجد السلوك الخاطيء مطمأن أكثر بسبب شيوعه فيما حوله ، ولهذا غالباً ما سيتبع ما تطمأن له غرائزه وهو سلوك الأكثرية من حوله.
الخلاصة ان السلوك الجمعي هو سلوك غرائزي عاطفي وليس عقلي او منطقي يدفع الإنسان الى تقليد المجاورين له في البيئة دون عقل.. على الأنسان العاقل ان يقاوم هذا الشعور ويفكر بعقله في امور ربه ودينه ورسوله وقرآنه حتى يهديه الله الى الصواب ولن يجد عندها في طريق الحق الا القليل.