تفسير سورة الشرح من الآية( 1) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : http://quran-ayat.com/huda/
1 - روي عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ع) لقد سألتُ ربّي مسألة ووددتُ لو لم أسأله ، قلتُ ربّي قد كان أنبياء قبلي منهم من سخّرت له الريح ومنهم من أحيا الموتى .... فنزل قوله تعالى (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) الانشراح هو الفرح في القلب ، والمعنى ألم نشرح لك صدرك بنزول القرآن عليك وسُرِرتَ به ؟
2 - (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ) أي ذنبك ، وممّا يؤيد هذا قوله تعالى في سورة الفتح {ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر } .
3 - (الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) يعني الذي تقطّع خلفك ، فكلمة "أنقض" معناه تقطّع ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة النحل { كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا }. وهي دودة القز ، يعني قطّعت نسيجها فجعلته أنكاثاً . وكلمة "ظهرك" معناه بعدك أو خلفك ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة هود {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}.
ومن عادات المشركين يضعون خيطاً في رقبة الصنم ثم ينزعونه ويحتفظون به أو يضعونه في رقبة أطفالهم تبركاً بزعمهم ، وكذلك اليوم يفعلون فيضعون الخيوط في شبابيك مراد الأئمة لطلب حاجة منهم أو للتبرّك بذلك الخيط فيشدّونه في مرافقهم أو في رقبة بعض أطفالهم. فربّما كان وزر النبي مثل هذا قبل الرسالة وكان ذلك منه اختباراً ، فأرسل الله من قطع ذلك الخيط ورمى به على الأرض لئلا يأخذه النبي . وممّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة الضحى { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى }. ثم قوله تعالى(وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ) ، ولم يقل فغفرنا لك وزرك .4 - (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) بين الناس في الأذان ومدحناك في القرآن . وذلك قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .
5 - (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) يعني لا تغتمّ من أجل المشركين ومعاداتهم لك فإن الله سينصرك عليهم
6 - (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) يعني وبعد قلّة أصحابك سيملؤون أقطار الأرض لكثرتهم .
7 - (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) أي فاتعب بالإنذار، فالنصب معناه التعب، ومن ذلك قول النابغة الذبياني:
كليني لهمّ يا أميمة ناصبِ .... وليلٍ أقاسيه بطيءِ الكواكبِ
والمعنى أنذِر الناس عن عبادة الأصنام والأوثان .8 - (وَإِلَىٰ) عبادة (رَبِّكَ فَارْغَب) يعني أدعُ الناس إلى عبادة ربّهم ورغّبهم إلى ذلك كما ترغب أنت في ذلك .
تمّ بعون الله تفسير سورة الإنشراح ، والحمد لله ربّ العالمين