تفسير سورة الإخلاص من الآية( 1) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :
1 - قالت النصارى إنّ الله ثلاثٌ أبٌ وابنٌ ورح القدس . فنزلت هذه السورة ردّاً عليهم :
(قُلْ) يا محمد لهؤلاء المثلِّثين (هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) لا ثلاثة كما تزعمون . وإنّما قال (أَحَدٌ) ولم يقل واحد ، يعني أحد أولائك الثلاثة الذين تجعلوهم واحداً . فالأوّل هو الله تعالى ، أمّا الثاني هو المسيح رسول الله وليس ابنه كما تزعمون ، وروح القدس هو جبرائيل ملَك من الملائكة ورسولٌ إلى الأنبياء .2 - (اللَّهُ الصَّمَدُ) يعني ثابت في صفاته لا يتغيّر . وذلك لأنّهم قالوا إنّ الله روح ، وهذه الروح نزلت من السماء ودخلت جسم المسيح بعد الصلب فقام من القبر وصعد إلى السماء . فهو مركّب من جسم المسيح وروح الله . ولذلك سمّوه روح القُدُس . أي الروح المقدّس ، فبقولهم أبٌ ، يعنون الأول القديم ، وابنٌ يعنون المسيح قبل موته ، وروح القدس ، يعنون الأخير الذي أصبح من جسم وروح بزعمهم ، وقالوا الثلاثة هم واحد . فردّ الله عليهم بقوله (اللَّهُ الصَّمَدُ) ، أي ثابت في صفاته لا يتغيّر ولا يدخل جسم إنسان كما يزعمون ولا يلد ليكون له ولد كما يتوهّمون . ثم أكّد على ذلك بقوله تعالى :
3 - (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) .
4 - (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) يعني لا يقوم مقامه في تدبير الكون أحدٌ من الملائكة ولا المسيح ولا غيرهم لأنّهم مخلوقون وكلّ مخلوق عاجز عن إدارة شؤون الخلق .
تمّ بعون الله تفسير سورة الإخلاص ، والحمد لله ربّ العالمين .