كان صلاح الدين الأيوبي المكنى أبا المظفر يوسف بن أيوب أول من اتخذ لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين، ويبدو أنه فعل ذلك بعد تحريره لبيت المقدس عام 583هـ/1187م إذ لم نجد في المصادر قبل هذا التاريخ ذكراً لهذا اللقب،
كما يتبين ذلك من نقش الملك الأفضل العباس بن علي الرسولي الذي ترك على مدخل قلعة الدملؤة (المنصورة) باليمن حجراً عليه كتابة تذكارية مؤرخة في 24 رجب سنة 768هـ/26 آذار 1367م هذا نصها: (بسم الله الرحمن الرحيم إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً، أمر بعمارته مولانا ومالك عصرنا السلطان بن السلطان العالم العادل ضرغام الإسلام غياث الأنام سلطان الحرمين والهند واليمن مولانا السلطان الأفضل من الأنام والملك المجاهد أمير المؤمنين العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي رسول- خلد الله ملكه ونصره - رفعت العتبة المباركة بتاريخ الرابع والعشرين من رجب سنة (ثمان وستين وسبعمائة) مؤيداً بالنصر والتوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
فهذا السلطان سليمان القانوني بن سليم الأول يبني سبيلاً للشرب في المسجد الأقصى، ويخلد عمله هذا بكتابة تذكارية مؤرخة في 22 رجب 943هـ/6 كانون الثاني 1537م وفيما يلي نصها: (أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك مولانا السلطان الملك الأعظم الخاقان المُكبَّر، ومالك رقاب الأمم سلطان الروم والعرب والعجم، عز الإسلام والمسلمين، ظل الله في العالمين، حامي الحرمين الشريفين، السلطان سليمان بن السلطان سليم خان خَلَّدَ الله ملكه وسلطانه، وأدام الله عدله وإحسانه بتاريخ ثاني وعشرين شهر رجب المرجّب من شهور سنة ثلاث وأربعين وتسعماية)[10].
يبدو أن المماليك انشغلوا في أمورهم الداخلية، ولكنهم سرعان ما استعادوا السيطرة على بلاد الحجاز محتفظين بلقب خادم الحرمين الشريفين، وما يترتب على ذلك من رعاية للأماكن المقدسة سواء في مكة أو المدينة أو القدس، حيث كان سلطان مصر يشرف بنفسه على صناعة كسوة الكعبة وتسفيرها
ثم الملك فيصل ولم يعلن ذلك ثم فهد ثم عبدالله ثم سلمان وهم من ال سعود .
منقول