من خلال تفسير المرحوم محمد علي حسن الحلي . فأن الجن يؤمنون كما البشر بالله واكيد لهم رسل خاصة بهم ولانهم يتميزون بالتداخل بين عالمهم وعالم البشر فمنهم من امن بتوراة موسى وانجيل عيسى ولما سمع بعض الجن القران تعجبوا واسلموا . وفيهم من هم طرائق اي ملل ومذاهب كما اهل الارض . ومنهم مشركون وهم في حال البشر من حيث التفكر والتدبر والعناد وما اخرج ابوهم من الجنة الا التكبر والغلو .
(قُلْ) يامحمد لأصحابك (أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ) أي استمع القرآن جماعة من الجن (فَقَالُوا) أي قال المستمعون لمن لم يستمع منهم ولم يحضر (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) .: ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا)
(وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) كلمة "جَد" تستعمل عند العرب لتعظيم وإجلال كل كبير ، ومن ذلك قول أمية بن أبي الصلت :
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا ..... فَلا شَيءَ أَعلى مِنكَ مَجداً وَأَمجَدُ
(مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً) أي زوجة (وَلَا وَلَدًا) كما يزعم هؤلاء المشركون.
(وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ) قولاً (شَطَطًا) أي بعيداً عن الحق . فالشطَط هو البعد ، ومن ذلك قول عنترة :
ألا هلْ ترَى إنْ شطّ عنّي مَزارُها ..... وأزعجَها عنْ أهلِها الآنَ مُزعِجُ
و"السفيه" ناقص العقل والمعرفة .
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) باتّخاذ البنات لله والشفعاء لهم عند الله حتى سمعنا القرآن ينفي ذلك فتبين لنا كذبهم .
(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ) يعني يلجؤون إليهم ببعض أعمالهم ويسخرّونهم ببعض أشغالهم . ومن هؤلاء سليمان سخّر الجن وغير سليمان كثير (فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) الرهق هو المشقة . ومن ذلك قول الأعشى :
لا شيءَ ينفعُني مِنْ دونِ رؤيتِها ..... هلْ يَشتفِي وامِقٌ مالم يُصِبْ رَهَقا
والوامق هو المحب ، يقول الشاعر هل يشفي قلب المحب ويحصل على محبوبته بدون تكليف ومشقّات . والمعنى أنّ الإنس زادوا الجنّ رَهَقاً ، أي زادوهم تكاليف ومشقّات بتسخيرهم إياهم .
(وَأَنَّهُمْ) أي الإنس (ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ) أيها الجنّ (أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا) يرشد الناس إلى طريق الحق ، يعني ظنوا أن لن يبعث الله رسولاً بعد عيسى . وكذلك بعض فرق الإسلام ظنّوا لن يبعث الله مرشداً بعد محمد يرشد الضالين إلى طريق الحق ، وهو المهدي الذي أخبر النبي عنه .
فالشهب هي التي نراها ليلاً تشتعل في السماء ويمتدّ منها ضياءٌ كالحبلِ الطويل ، وقد جاء ذكرها في القرآن في سورة الصافّات قال الله تعالى {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} أي مشتعل . وقال تعالى في سورة الجن {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} .
وكثيراً ما أهلك الله الأمم الكافرة بالشهب والنيازك والمذنّبات في قديم الزمان ، ومن ذلك قوم لوط أخذتهم الزلزلة ثمّ خسف الله بهم الأرض فصار عاليها سافلَها وغمرت منازلَهم المياه فصار ذلك الخسف بحيرة لسبب عمقِه حيث صار مصباً لِمياه الأمطار ، وأسقط الله تعالى على الباقين منهم حجارة النيازك والشهب ، وإلى اليوم آثار ذلك معروفة وهي بحيرة بفلسطين تسمّى (بحيرة قوم لوط أو البحر الميّت) وتحيط بِها أحجار النيازك والشهب ، قال الله تعالى في سورة هود {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} وقال تعالى في سورة سبأ {إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَو نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} ، فالكِسَف معناها القِطَع ويريد بِها النيازك . وقال تعالى في سورة الطور{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} .
من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : فالشهب هي التي نراها ليلاً تشتعل في السماء ويمتدّ منها ضياءٌ كالحبلِ الطويل ، وقد جاء ذكرها في القرآن في سورة الصافّات قال الله تعالى {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} أي مشتعل . وقال تعالى في سورة الجن {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} .
وكثيراً ما أهلك الله الأمم الكافرة بالشهب والنيازك والمذنّبات في قديم الزمان ، ومن ذلك قوم لوط أخذتهم الزلزلة ثمّ خسف الله بهم الأرض فصار عاليها سافلَها وغمرت منازلَهم المياه فصار ذلك الخسف بحيرة لسبب عمقِه حيث صار مصباً لِمياه الأمطار ، وأسقط الله تعالى على الباقين منهم حجارة النيازك والشهب ، وإلى اليوم آثار ذلك معروفة وهي بحيرة بفلسطين تسمّى (بحيرة قوم لوط أو البحر الميّت) وتحيط بِها أحجار النيازك والشهب ، قال الله تعالى في سورة هود {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} وقال تعالى في سورة سبأ {إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَو نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} ، فالكِسَف معناها القِطَع ويريد بِها النيازك . وقال تعالى في سورة الطور{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} .
من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :
(وَأَنَّهُمْ) أي الإنس (ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ) أيها الجنّ (أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا) يرشد الناس إلى طريق الحق ، يعني ظنوا أن لن يبعث الله رسولاً بعد عيسى . وكذلك بعض فرق الإسلام ظنّوا لن يبعث الله مرشداً بعد محمد يرشد الضالين إلى طريق الحق ، وهو المهدي الذي أخبر النبي عنه .http://quran-ayat.com/
(وَأَنَّا كُنَّا) قبل مبعث النبي (نَقْعُدُ) قريباً (مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ) أي كنّا نتّخذ مقاعد للسمع قريبة من السماء الروحانيّة التي تسكنها الملائكة لنستمع ما يقولون وما يتكلّمون (فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا) في طريقه يرصده (رَّصَدًا) يعني الشهاب يلحقه ولا يفلت منه المستمع .
(وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) فأرسل لهم رسولاً يرشدهم إلى طريق الصلاح . والمعنى لا ندري هل يعصون رسولهم فيصيبهم الشر أم يطيعون رسولهم فينجون من الشر
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَظ°لِكَ) أي غير ذلك (كُنَّا) في الماضي (طَرَائِقَ قِدَدًا) أي مذاهب مختلفة في الأديان ، ومن ذلك قول الشاعر :
ولقد قلتُ وزيدٌ حاسرٌ ..... يومَ ولّتْ خيلُ زيدٍ قِدَدا
وكلمة "طرائق" جمع طريقة ، وهي المذهب والشريعة والعقيدة .
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ) أي لن نفوتَه إذا أراد بنا سوءاً (وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا) من الأرض إلى الفضاء .
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىظ°) الذي في القرآن (آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن) منكم أيّها الكافرون (بِرَبِّهِ) كما آمنّا (فَلَا يَخَافُ بَخْسًا) أي نقصاً ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة { وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا } يعني لا ينقص منه شيئاً .
(وَلَا رَهَقًا) أي ولا تكليف ما لا يطاق عمله . فالرهق معناه التكليف والمشقّة ، تقول العرب "لا ترهقني لا أرهقك الله" يعني لا تكلفني ما لا أُطيقه ، وتقديره لا يحاف نقصاً ولا زيادة ، والمعنى إنّ الدين الذي جاء به محمد ليس فيه زيادة وتكليف كما في دين موسى ولا نقص وتسهيل كما في دين عيسى بل هو متوسط بين هذا وذاك .(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ) أي المستسلمون لأوامر ربّهم (وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) أي العادلون ، ومن ذلك قول الشاعر :
قومٌ قتلوا ابنَ هندٍ عنوةً ..... عمرواً وهم قَسَطُوا علَى النعمانِ
يعني عدلوا طريقهم على النعمان . والمعنى الجاعلون لله عديلاً يعبدونه وندّاً يُقدّسونه . ويدلّ على ذلك قوله تعالى في أولّ سورة الأنعام { ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } أي يجعلون له عديلاً وندّاً يحبّونه ويعبدونه ، فكلمة "قِسط" معناها العدل ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الرحمان { وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ } يعني بالعدل .
ثمّ أخذ سبحانه يُبيّن عن الماضين من الجن عن لسان المتكلّم منهم فقال : ( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـظ°ئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) أي فتَّشوا عن الحقيقة فوجدوها وأصابوا الرشد ، يعني فوجدوا من أرشدهم إليها . فكلمة "تحرّي" معناها التفتيش عن الشيء والبحث عنه .
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ) من هؤلاء (فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) أي صاروا وقوداً لجهنّم مكان الحطب .
ثم وجّه الخطاب إلى مشركي العرب فقال تعالى (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) التي جاء بها إبراهيم ولم يشركوا بالله (لَأَسْقَيْنَاهُم) بالمطر (مَّاءً غَدَقًا) أي كثيراً ، ومن ذلك قول أُميّة بن أبي الصلت :
مزاجُها سلسبيلٌ وماؤها غَدقٌ ..... عذبُ المذاقةِ لا ملحٌ ولا كدرِ
وذلك لأنّ المطر انقطع عنهم بضع سنين . والمعنى لو آمنوا وداوموا على طريقة الصلاح والتوحيد لوسّعنا عليهم الأرزاق . لأن بركة الأرض بالمطر .