سؤال مهم في ضوء اللغط والالتباس العقدي الحالي .والذي بموجبه انقسمت الامة الى فرق كل منها يدعي انه الفرقة الناجية والبقية على ضلال وان المهدي سيكون من هذه الطائفة وسيكونون انصاره وسيقضي على باقي خصومهم . ومن هذا المنطلق علينا توضيح عدة امور :
اولا: لماذا هناك مهدي
ثانيا: لماذا سمي المهدي ؟ وما هي واجباته التي سبلغ بها ؟ وما هي أعماله ؟
معلوم أنّ المصلحين يقومون بواجب إصلاح الأمم من الكفر والشرك والضلال .وبهذا يكون عليه السلام مبعوثاً في زمن كفر وضلال ليؤدي واجب الهداية ودعوة الناس الى التوحيد ونبذ الشرك والخرافات والعودة لكتاب الله. فإن أبَوا بعد معجزة فسيأتيهم العذاب . ومعلوم أن القران معجزة المسلمين . فإن أشركوا بالكثرة في العدد ، وجب إما عقاب ومحق وإما نذير . ولأننا آخر الأمم شاءت حكمة الله عزوجل أن يبعث منذراً . إمام من أهل الأمة ذاتها .
ثانيا :من هو المهدي ؟ وما هي واجباته التي سيبلغ بها ؟ وما هي أعماله ؟
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أبشركم بالمهدي ، يبعث على اختلاف من الناس وزلازل ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يرضَى عنه ساكن السماء وساكن الأرض .اما الزلزال فهو اليوم بيّن واختلاف الناس واضح ونعاني منه جميعا والعدل مفقود . فما الظلم ؟ انه الشرك لقول لقمان لابنه (إنّ الشركَ لَظلمٌ عَظيم )فهو يحارب الشرك ؟ فكيف يحارب الشرك ولانعبد الاصنام وهدمت اللات والعزّى ومناة منذ قرون ؟هذا لاننا استبدلنا الاصنام بقبور الصالحين . فصرنا ننذر لهم ونشفع بهم ونقسم بهم ونجعل أبناءنا بالأسماء عبيداً لهم ، فبدل نقول عبد الله صرنا نقول عبد الحسين وعبد محمد وغيرها .
وهم كما قريش لو سالتهم هذه عبادة لقالوا (وما نعبدهم الا ليقربوننا الى الله زلفى ) . وهذا بيت الداء .فلمّا أشركنا ضاعت مقدساتنا ودولنا وتسلّط علينا من لا يرحمنا . وما من متّعظ .
وعندها سيعيد المهدي الناس لكتاب الله ونبذ الطوائف وعودة الاسلام كما كان اسلام بلا مذاهب .سيعتمد القران كما كان . وسيحرر اولى القبلتين .ويحطّم الاصنام . وينبذ الجاهلية الثانية . بعد ان نبذ اجدادنا الجاهلية الاولى . ويبكّت السنة والشيعة على ما حرّفوا بكتاب الله وستكون عاصمة ملكه القدس بعد التحرير بإذن الله .
يخرج من العراق . ويظهر امره من جزيرة العرب ويبايع بين الركن والمقام . ويحكم من القدس .ويظهر نوره في الشرق ويضيء في الغرب وتدخل في حكمه الجزائر .هكذا مكتوب والويل لمن يشاقق ولا يتوب .والخير لمن آمن وتاب وعلى الشرك عاب . فسينقلب الى ربه بخير مآب .والعاقبة للمؤمنين .