سورة التحريم من الآية(11 . 12) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :


11 - (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا) بصبرهم وتحمّل الأذى في جنب الله مثل (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) لَمّا أسلمت فعذّبها فرعون حتى ماتت (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) قوم فرعون ، فأدخلها الله في جنّاته بعد موتها .
12 - (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) أي منعت فرجها من دنس المعصية (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا) أي فأدخل فيه جبرائيل روحاً من الأرواح التي عندنا في السماء ، فصار المسيح . فالروح كناية جبرائيل ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة مريم {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا } . (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا) العشر التي في الألواح ، وهي التوراة الأصلية التي نزل بها موسى من جبل الطور (وَكُتُبِهِ) أي الكتب السماوية وهي صحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داوود والإنجيل (وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) اي من المنقطعين إلى الله في العبادة ، فدخلت الجنة بعد موتها . والمعنى كل من صبر على أذى الكافرين في جنب الله وجاهد في سبيله فإنّ الله يدخِلُه الجنة وينال عزّاً وشرفاً كما نالت مريم بنت عمران وامرأة فرعون .




http://quran-ayat.com