اسرائيل القديمة :
لماكفرت اسرائيل بالله ورسله وعبدت الحجر والشجر . وعبدت عجلي الذهب . وتركت عبادة الله الواحد االاحد سلط عليها اهل بابل وشردوهم واسروهم فهدم الهيكل وخرب القدس وهدم جدرانها وبقوا في الاسر 70 عام . فضاعت توراتهم وكتب لهم الكاهن عزرا كتاب قال لهم انه من عند الله .
توراة عزرا
هجم ملك بابل بجيشه على فلسطين وقتل اليهود ومزّق توراتهم وخرّب ديارهم وأخذ الباقين أسرى إلى أرض بابل وبقوا فيها سبعين سنة ، ولمّا رجعوا إلى فلسطين أخذ علماء اليهود في جمع الرقوق الممزّقة من مجموعة التّوراة ، والّذي كان يحفظ شيئاً منها كتبها وكتب ما يحفظ غيره أيضاً حتّى جمع كلّ واحد منهم كتاباً وقدّموه إلى رؤساء قومهم وقالوا هذه التّوراة الّتي أنزلها الله على موسى ، وهم أربعة من أحبارهم ، وكان اليهود يرفضون تلك الكتب من هؤلاء الأحبار لما يرَونَ فيها من الزيادة والنقصان . فجاء الكاهن عزرا بن سرايا (العزير) وكان من علمائهم وكان كاتباً ماهراً فعمل معهم حيلة نجحت بيده ، فكتب كتاباً ونقّحه وترك كلّ كلمة (الله) فارغة في الكتاب ، ولمّا أكمل الكتاب أخذ يكتب ذلك الفراغ بكتابة مخفيّة لا تُرى بالعين ولا يظهر لونها إلاّ بعد عرضها لأشعّة الشّمس ، وكانوا في ذلك الزمن لا يعرفون تلك الكتابة المخفيّة ولكنّ عزرا تعلّمها في بابل ، وكان ملك بابل أعطاه سلطة على اليهود وقرّبه في بابل ، والكتابة المخفيّة هي محلول نترات الفضّة فإذا كتبتَ به على ورقة فلا تظهر كتابتها إلاّ بعد عرضها لأشعّة الشمس .
ولمّا أكمل الكتاب قدّمه إلى رؤساء اليهود وقال هذه التّوراة الأصليّة الّتي أنزلها الله على موسى لم تنقص كلمة ولم تزدْ كلمة ، قالوا ما البرهان على قولك ، قال إنّي تركتُ كلّ كلمة (الله) فارغة في الكتب وبعد أربعين يوماً تجدونها مكتوبة وإنّ الله تعالى سيكتبها بقلم القدرة ليكون ذلك برهاناً على صدقي . قالوا يجوز أنّك تكتبها وتقول إنّ الله كتبها فإنّنا لا نقبل منك إلاّ أن تبقى هذه التوراة عندنا أربعين يوماً وأنت لا تقترب منها فإذا وجدناها بعد هذه المدّة مكتوبة كما قلت فأنت صادق ، وإن وجدناها غير مكتوبة فلا نقبلها منك . فوافق عزرا بهذا الشرط وقال يجب أن تضعوها مكشوفة أمام السماء ، فقالوا لك ذلك . فأخذوا الكتاب منه ووضعوه في مكان مرتفع وأقاموا عليه حرساً أربعين يوماً لئلاّ يمسّه أحد فيكتب فيه ما أراد . ولمّا كملت المدّة اجتمعوا وفتحوا الكتاب فوجدوه مكتوباً كما أخبرهم عزرا لأنّه كان من جلد الغزال فأثّرت فيه أشعّة الشمس فاسودّت الكتابة الّتي كتبها عزرا بمحلول نترات الفضّة (_ويمكن الكشف عن هذه الخديعة بوضع قطرة من محلول فرسيانيد البوتاسيوم على تلك الكتابة فتمحوها . وهي مادّة برتقاليّة اللون متبلورة .) _فحينئذٍ صدّقوه وقبلوا الكتاب منه وصاروا يحترمونه وأصبح رئيساً على علمائهم وأحبارهم ، فحينئذٍ قالوا عزير ابن الله . ولا يزال اليهود يعتقدون بأنّ الله كتب لعزرا ذلك الفراغ في توراته ، وقد خفي عليهم مكره . ولكنّ الله تعالى أخبرنا بمكره في القرآن فقال تعالى في سورة البقرة (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) من الأموال بغير استحقاق . من كتاب (الخلاف بين التوراة والقران ) محمد علي حسن الحلي http://quran-ayat.com
إسرائيل مطلّقة بِنَصّ التوراة
(فلم تعدْ شعب الله المختار)
فإنّ الله طلّقها واختار أمّة الإسلام بدلَها
لقد جاء في مجموعة التوراة ، سفر إرميا ، الإصحاح الثالث 6-9 ما يلي :
" وقال لي الربّ في أيّام يوشيّا الملك . هل رأيتَ ما فعلت العاصية إسرائيل . إنطلقت إلى كلّ جبلٍ عالٍ وإلى كلّ شجرةٍ خضراء وزنت* هناك . فقلتُ بعد ما فعلت كلّ هذه ارْجعي فلم ترجعْ . فرأت أختُها الخائنة يَهوذا . فرأيتُ أنّه لأجل كلّ الأسباب إذ زنت العاصية إسرائيلُ فطلّقتُها وأعطيتُها كتاب طلاقِها لم تخفِ الخائنة يَهوذا أختُها بل مضت وزنت هي أيضاً . وكان من هوان زناها أنّها نجّست الأرض وزنت مع الحجر ومع الشجر ."
[* أي عبدت الأحجار والأصنام بدل عبادة الله أي أشركت بربّها ، وبعملِها هذا خانت ربّها أو زنت ، كما تفعل الزوجة الخائنة عندما تشرك مع زوجِها غيره عندما تزني . ]
اسرائيل بعد الشتات :
وبعد ان انتهى السبي البابلي عادوا لاسوأ مما كانوا عليه فعبدوا البعل والهة اخرى للوثنيين . ولما بعث الله المسيح بن مريم كذبوه واذوه وتامروا على قتله فنجاه الله واهلكهم ومزقهم شر ممزق . ولم يؤمنوا به حتى يومنا هذا .ولما بعث الاسلام في جزيرة العرب تامروا عليه ووقفوا مع عباد الاوثان ضد التوحيد والموحدين فانتصر الاسلام وهجروا خارج جزيرة العرب .
ومنذ ذلك التاريخ وهم يسيرون على عقيدة فاسدةلان كتابهم محرف .
سرائيل الى الزوال :
واليوم عادت اسرائيل للظهور باسوأ من كانت عليه فهم يسيطرون على المال والاعلام والصناعات ويتحكمون بسك النقود واثمان السلع . وشجعوا على الكفر وعبادة الشيطان واشاعة الفاحشة والجنس والمحرمات .ومحاربة التوحيد المتمثل في القران والمسلمين فاستعدوا العالم عليهمم واخذوا فلسطين وشردوا اهلها .ودمروا باقي دول العالم الاسلامي بكل انواع الافات والمكائد لكي لا يوحدوا ويتوحدوا .والغريب انهم يريدون اقامة الهيكل في الوقت الذي تعبر فيه دولتهم دولة المحرمات بكل المقاييس فالشرك ووالزنا والخمر والموبقات كلها بمباركة الدولة ورجال الدين .
سيناريوا الزوال
سورة الإسراء من الآية( 4) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 4 - لَمّا أسلم من اليهود عبد الله بن سلام وجماعته ، دعَى الباقين إلى الإسلام فلم يستجيبوا له ولم يُسلموا . وذلك قوله تعالى في سورة الأحقاف {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىظ° مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} فحينئذٍ أنذرهم الله بالدمار في هذه الآيات ، فقال تعالى :
(وَقَضَيْنَا إِلَىظ° بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ) يعني بني إسرائيل المعاصرين لرسول الله محمد بن عبد الله الذين كذّبوه ولم يؤمنوا به ، والكتاب هو القرآن . ومعنى "قضينا" : أنذرناهم وحكمنا عليهم بالدمار إن لم يصلحوا أعمالهم ويُسلموا . فالقضاء هو الحكم القطعي الذي لا تغيير فيه . ومن ذلك قوله تعالى في آية 23 من السورة {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} أي حكم ربّك حكماً قطعياً . ومن ذلك قول عنترة:
جاروا فَحَكَّمْنا الصَّوارمَ بيْننا ..... فقَضتْ وأَطرافُ الرماحِ شُهُودُ
والمعنى قل يا محمد لبني إسرائيل المعاندين الذين لم يُسلموا (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) فاللام من قوله تعالى "لتُفسدنّ" لام العاقبة وكذلك قوله (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) وهذا إخبار عن المستقبل ، وتقديره لتفسدن إلى الإسلام مرتين في المستقبل . وليس هذا إخباراً عن الماضي كما ذهب إليه بعض المفسرين ، لأنّ فسادهم في الماضي كثير وليس مرتين . وقد أيّد هذا القول الأستاذ عبد الرحيم فودة وذلك في مجلة لواء الإسلام في العدد الأول للسنة الحادية والعشرين والمؤرخة غرّة رمضان سنة 1386 هجرية والمقال في صحيفة 55 .إنتهى .
والدليل على أنّ هذا إخبار عن المستقبل قوله تعالى :5 - (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا) فكلمة "إذا" تستعمل للمستقبل ، فلو كان إخبار عن الماضي لقال تعالى فلمّا جاء وعد أولاهما، ثم قوله تعالى (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) لو كان إخباراً عن الماضي لقال "بعثنا عليهم" ولم يقل "بعثنا عليكم"، فكلمة "عليكم" تدل على اليهود الذين كانوا في زمن النبي (ع) ومن يأتي بعدهم .
وقد جاءت الأيات القرآنية التي تخبر عن الماضي مبتدئةً بكلمة "فلمّا" ولم تأت مبتدئة بكلمة "إذا" ومن ذلك قوله تعالى في سورة الزخرف {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} ، وقال تعالى في سورة آل عمران {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ} ، وقال تعالى في سورة الأنبياء {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} ، وكثير في القرآن مثل هذه الآيات التي تخبر عن الماضي .
ففسادهم الأول وغدرهم بالمسلمين كان في سنة 1948 ميلادية حيث قتلوا المسلمين في فلسطين وأخرجوهم من ديارهم وأخذوا أموالهم وديارهم وتركوهم بلا مأوى ، وذلك بمساعدة الإنجليز ووعد بلفور لهم بأن يجعل لهم وطناً في فلسطين .
فخرج جيش العرب لمحاربتهم وخاصة جيش العراق وحاربوهم وانتصروا عليهم ودخل الجيش أرض فلسطين وجاس خلال الديار وكاد يدخل تل أبيب ، لو لم تكن السلطة حينئذٍ بيد الإنجليز والخيانة من بعض رؤساء العرب لقضى جيش العراق على الصهاينة ، ولكن الإنجليز خدعوهم بكلمة الهدنة ، فكانت الهدنة دسيسة وخديعة من الإنجليز ، ورجع الجيش إلى العراق . فجيش العراق هم الذين عناهم الله تعالى بقوله (عبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا) .
أمّا قوله تعالى 6 (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) فالخطاب لليهود ، والمعنى : ثم قوّيناكم على المسلمين ونصرناكم عليهم . وذلك بسبب تفرّق كلمتهم وتركهم للدين الحنيف وتقليدهم للأجانب والتزييّ بزيّهم لتكون هذه النكسة تأديباً لهم (وَأَمْدَدْنَاكُم) أيها اليهود (بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) أي أكثرالمهاجرين إليكم من أبناء دينكم من كل قطر من أقطار الأرض . ومما يؤيد هذا قوله تعالى في آية 104 من نفس السورة {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} ، واللفيف هم جماعة على اختلاف بلادهم وأجناسهم ولغاتهم . وقد اجتمعوا في فلسطين من كل قطر من أقطار الأرض وزادت سطوتهم بسبب أمريكا وبريطانيا وكثرت أموالهم بسبب التبرعات التي تقدّمها لهم أمريكا وغيرها من الدول .
ثم أخذ سبحانه في نصحهم وإرشادهم فقال 7(إِنْ أَحْسَنتُمْ) مع المسلمين (أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ) لأنّكم بالإحسان تزرعون المودة في قلوبهم فينسجمون معكم ولا يطردونكم من أرضهم (وَإِنْ أَسَأْتُمْ) إلى المسلمين (فَلَهَا) إساءتها ، لأنّ من يزرع الحنظل لا يجني إلا حنظلاً فحينئذٍ يطردونكم من أرضكم ويقتلونكم .
وكانت الجولة الثانية من فسادهم وغدرهم بالمسلمين سنة 1967 ميلادية إذ غدروا بالمسلمين وضربوا مصر والأردن وسوريا وقتلوا آلاف الأبرياء وشرّدوا الأطفال والنساء . فكانت المدّة الزمنية بين الأولى والثانية عشرين سنة . ثم قال الله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) أي المرة الأخيرة (لِيَسُوءُوا) المسلمون (وُجُوهَكُمْ) أيها اليهود ، يعني ليخزوا رؤساءكم ويذلّوهم بالأسر والقتل . فالوجوه هم الرؤساء والقادة .
فالذين جاسوا خلال الديار في أول مرة هم الذين يسوؤون وجوه اليهود في المرة الأخيرة وهم سيتبّرون ما علوا تتبيراً (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) منتصرين يعني المسجد الأقصى (كَمَا دَخَلُوهُ) العراقيون (أَوَّلَ مَرَّةٍ) سنة 1948 ميلادية ، فكذلك في المرة الأخيرة يخرجونكم منه ويذلونكم بالأسر والقتل .
وفي هذه الجملة تأكيد على أنّ الذين جاسوا خلال الديار في الجولة الأولى هم الذين يسوؤون وجوه اليهود في الجولة الأخيرة وهم العراقيون بعون الله تعالى (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) من أملاك اليهود ، يعني وليدّمروا ما بنوه اليهود عالياً من أسوار ومرتفعات وما وطأته أقدام المسلمين من أرض اليهود ومنازلهم تدميراً . فالنصر يكون على أيدينا نحن العراقيين في هذه المرّة بعون الله تعالى .
ومما يؤيد هذا قول السيد المسيح ، وذلك في إنجيل لوقا في الإصحاح الحادي والعشرين قال "ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذٍ اعلموا أنّه قد اقترب خرابها ، حينئذٍ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال ، والذين في وسطها فليفرّوا خارجاً ، وفي الكور فلا يدخلوها لأنّ هذه أيام انتقام ليتمّ كلّ ما هو مكتوبٌ ، وويلٌ للحبالى والمرضعات في تلك الأيام لأنّه يكون ضيق عظيم على الأرض وسخط على هذا الشعب ، ويقعون بفم السيف ويسبون إلى جميع الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكتمل أزمنة الأمم".