2 - (
وَإِن يَرَوْا آيَةً) أي معجزة مادية مما طلبوا منك ورأوها قد حصلت حينئذٍ (
يُعْرِضُوا) عنك (
وَيَقُولُوا سِحْرٌ) وهذا شأنهم مع من مضى من الرسل وقولهم (
مُّسْتَمِرٌّ) في كل زمان ، يعني مستمرين على هذا القول والاستهزاء الأجداد والأحفاد .
3 - (
وَكَذَّبُوا) بك يا محمد كما كذّبت الأمم السالفة (
وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) تقديره واتّبعوا أمرَ كل آمرٍ مستقر، أي ذي راحة واستقرار وترف . والمعنى : إتّبعوا رؤساءهم فيما يأمرونهم به .
4 - (
وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ) يعني من أخبار الماضين والمكذّبين (
مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) يعني مافيه زجر وتحذير مما أصاب الأوائل من أنواع العذاب بسبب تكذيبهم للرسل .
5 - (
حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ) الحكمة هي الموعظة والعلم بالحقيقة ، وضدّها الجهل والتصابي . والشاهد على ذلك قول الأعشى :
تبدّلَ بعدَ الصّبا حكمةً ..... وقنّعَهُ الشيبُ مِنهُ خِماراً
(
فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) والمعنى موعظة راشدة فما تغني الرسل الذين أنذروا قومهم عن أن يأتوا بمعجزة مادية إذ لم تؤثر تلك المواعظ بهؤلاء المشركين . وبعبارة أخرى إنّ المشركين لم يقبلوا بالمواعظ بدل المعجزة التي يطلبونها .6 - (
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) يا محمد ، أي أتركهم بعد أن أنذرتهم ، وسيأتي يوم عقابهم (
يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) وهو إسرافيل (
إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ) أي ينكره المشركون والملحدون ، وهو العقاب والخزي الذي يصيبهم في المحشر .
7 - (
خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ) أي ذليلة خاشعة من شدة الفضيحة والخجل بين النفوس (
يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ) في الفضاء . الأجداث هي القبور . وإنما سكنوا القبور لكي تحميهم عن أشعة الشمس وحرارتها حيث لا يوجد مكان يحميهم عن الشمس سوى القبور ، لأن الجبال تتبعثر وتُسَوى بالأرض . والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة طا ها {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا . فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا . لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} .
والمعنى : تخرج النفوس من القبور وتنتشر في الفضاء كالجراد المنتشر في الجو حين يأتي . وإنّما يخرجون من القبور لأنّ الأرض تتمزق فتنكشف عنهم الأرض . وذلك قوله تعالى في سورة ق {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا} . يعني تتشقّق عنه وهم داخل القبور فيخرجون منها وينتشرون في الفضاء ، ثم يدعوهم إسرافيل إلى المحشر فيجتمعون عنده .8 - (
مُّهْطِعِينَ) أي منصتين إلى قول الداعي ومنقادين (
إِلَى الدَّاعِ) يعني متتبعين صوت الداعي وصاعدين إليه . وهو إسرافيل من الملائكة (
يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَـذَا يَوْمٌ عَسِرٌ) علينا فيه مشقّات وعذاب .
تفسير سورة القمر من الآية( 1) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :http://quran-ayat.com/huda/