جزء كبير من موجة الألحاد التي يشتد تيارها هذه الأيام يقع على كاهل العلماء ورجال الدين الذين جعلوا من الدين الحق وهو التوحيد الخالص اجوف لا حياة فيه ألا من بعض الصور والحركات والخرافات والدجل التي لا تمت للدين بصلة فهذا يدعوا لآلهته وهذا يدعوا لآلهته ونسوا ان الدعوة الحق هي لله رب العالمين الذي خلق علي وأبناءه وخلق ابا بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة (رضي الله عنهم أجمعين ) وهو القادر على ان ياتي بأناس افضل منهم واقدر وكما اهلك الأولين هو الوحيد القادر على ان يهلك الكون ومن عليه فلا وجود لعلي ولم يبقى عمر فأغلب رجال الدين نسوا ان واجبهم الأول والاهم هو الدعوة لدين الله وتوحيده ودين الإسلام فتوجهوا بكل ثقلهم بالدعوة لأناس قد بلعتهم القبور واصبحوا رمم ونسوا الحي الذي لا يموت واليه النشور نسوا ان القرآن هو الكتاب الذي يهدي للحق والنور المبين [ إِنَّ هَذَا الۡقُرۡآنَ يِهۡدِى لِلَّتِى هِىَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ الۡمُؤۡمِنِينَ الَّذِينَ يَعۡمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا كَبِيرًا ](الأسراء:9 ) [يَهْدِىٓ إِلَى ٱلرُّشْدِ]( الجن :2)
ولكنهم اين كلام رب العالمين ممن يدعون والشرك الاكبر دون الشرك الأصغر يدعون الى عبادة الشيوخ والحفاظ والأستئثار بالأضرحة والقبور ومخالفة الموتى من أولياء الله الصالحين الذين أورثهم الله جنة النعيم
ولذلك قد نشأ جيل من الشباب لا يعرف من دين الله والتوحيد الا كلمات وطقوس لا حياة فيها و لا وجود لرب العالمين في حياتهم لذلك اصبح التجرؤ على الله او نكران وجوده امراً طبيعياً بالنسبة للكثير من الناس والسبب في ذلك هم الدعاة من أشباه رجال تسويف الدين و أشباه رجال تسويق انفسهم عبر الدين و أشباه رجال تجار الدين وبات الأمر لدى الكثير من المسلمين ان القرآن والإسلام جزء من التراث قد يفرح به ونفتخر بالانتساب اليه اما كتاب الله اصبح عن كتاب يهدى في المناسبات اللادينية والدنيوية ويقرأ في رمضان على شكل اجزاء لكي يختم في آخر يوم من رمضان من غير تدبر ولا تفكر وكأن الله لم يقل [ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الۡقُرۡآنَ ](محمد:24) ام فعلا هي كما قل العزيز في تكملة الآية[أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الۡقُرۡآنَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَا]
فليعلم كل رجل يدعي التدين انه يحمل وزراً عظيماً يحاسب به أمام الله لآنه ترك الدين الحق وألتفت الى القصص والتاريخ الذي لا يغني من الحق شيء[ تِلۡكَ أُمَّةٌ قَدۡ خَلَتۡ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡ وَلاَ تُسۡأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعۡمَلُونَ ]( البقرة:134) وإلتمس الدين في الخرافات والصور الأحجار والخواتم والخزعبلات والدجل والضحك على عوام الناس وصور اليهم ان الدين عبارة عن مظهر لا أهمية فيه ولا جوهر وتحصيل أموال ونهب جيوب العباد بتسهيل الدين كما يريد الشخص السائل وتفصيله حسب الأمزجة والأهواء فالله المستعان وهو الحكيم الحليم
الخلاصة من الكلام : ان تجويف رجال الدين للدين وسلبه الجوهر وهو عبادة الله وحده والتمسك بكتابه جعله هزيلاً ليس له قيمة في حياة البشر مما جعلهم لا يكترثون اليه ولا تبالي لهُ شيء
اللهم نسألك النور في كتابك ونسألك البرهان في كتابك ونسألك السراط المستقيم ونسألك رضاك ونعوذ بك من كل شيطان رجيم
فأنت القادر العليم وانت الحق الرحيم وانت الجبار العظيم
ونبرأ أليك مما يقوله دعاة عبادة انفسهم ودعاة عبادة قبور الصالحين وعبادة التاريخ
و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اللهم ان أخطأت فأسألك الغفران والرحمة فأنت الغفور الرحيم
وأن أصبت في كلامي فسدد رميي وسهامي واجعلها لي في الآخرة وحسبها عندك
والسلام عليكم ورحمة الله