س 4 : كيف يمسك السماء جل جلاله .؟
كيف فما معنى قوله تعالى في سورة الحـج {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} ؟
ج : "السماء" يريد بِها الطبقات الغازيّة ، والمعنى : إنّ الله يمسك الطبقات الغازيّة لئلاّ تنزل إلى الأرض فتُهلكَ الناس لأنّها خانقة ومضرّة بالصحّة ، والدليل على ذلك قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }، والمعنى : إنّ الله من رحْمتِه بكم جعل تلك الغازات الخانقة والسامّة خفيفة الوزن لكي ترتفعَ في السماء لئلاّ تضرّ بكم ، إلاّ قبلَ يومِ القيامة فإنّها تنزل إلى الأرض ، وذلك قوله تعالى {إِلَّا بِإِذْنِهِ} أي إلاّ قبلَ يوم القيامة فإنّه تعالى يأذن لَها بالوقوع فتقع على الأرض ويختلط بعضها في بعض بسبب اختلال نظام الكون فتكون كالدخان حيث كان مبدأها من الدخان، وذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }