س 5 : فما هذا الاختلاف في لفظة "السماوات" فتارةً يريد بِها الطبقات الغازيّة وطوراً يقصد بِها الكواكب السيّارة ؟
ج : كلّ شيءٍ علاك فهو سماء ، فكلّ مرتفع يُطلَق عليه لفظة "سماء" ، ومن ذلك قول عنترة :
سموتُ إلى عِنانِ المجدِ حتّى علَوتُ ولم أجِدْ في الجو ساعِ
وقال امرؤ القيس :
سما بِكَ شَوقٌ بعدَ ما كان أقصَرا وحَلّتْ سُلَيمَى بَطنَ قَوٍّ فَعَرعرا
وقال عنترة :
سَمَوتُ إلى العُلا وعَلَوتُ حتّى رأيتُ النّجمَ تحتِي وهو يَجرِي
الكواكب السيّارة
الشمس والكواكب السيارة (من ناسا)
الكواكب تستمدّ ضياءها من الشمس . والعين المجرّدة ترى عطارد والزهرة والمرّيخ والمشتري وزحل . وأدركها القدماء لأنّهم رأوها تسير في رقعة السماء بالنسبة لِسائرِ نُجومِها ، ولِهذا أسمَوها بالكواكب السيّارة . وكشف علماء الفلك عن أورانوس عام 1780 ميلاديّة ونبتون عام 1848 وبلوتو عام 1930 . فالكواكب تسعة منها الأرض ومنها كوكب النجيمات الذي تمزّق وصار نجيمات تدور حول المرّيخ والمشتري ، ومن هذه النجيمات ما طوله ميل أو ميلان . واكتشف الفلكيّون أقماراً لِزحل والمشتري والمرّيخ وأورانوس ونبتون ، ويَعتقِد علماء الفلك أنّ بلوتو كوكب سيّار ، وأنا أقول أنّه تابعٌ إلى نبتون وليس هو كوكباً بالأصل .
يوم الكوكب وسنته
الكواكب تدور حول الشمس ، في أفلاكٍ خاصّةٍ بِها ، على أبعاد مختلفة عنها ، ويوم الكوكب هو الزمن الذي يستغرقه الكوكب في إكمال دورتِهِ حولَ نفسِه ، وسنته هي الزمن الذي يستغرقه في إكمال دورته حول الشمس . وسنة الأرض 365,25 مِن الأيّام .
الكواكب لَها توابع وأقمار
وللكواكب توابع تدور حولَها كما تدور هي حول الشمس ، وتابع الأرض الوحيد هو القمر . ولا تابع لعطارد والزهرة . وتكثر التوابع للكواكب البعيدة عن الشمس لأنّها أكبر حجماً من الكواكب القريبة من الشمس . فالمرّيخ لَهُ تابعان (قمران) ، وللمشتري 12 تابعاً [ أُحصِيَ له لحدّ الآن 63 تابعاً منها 4 أقمار كبيرة ]، ولِزحل عشرة [ أُحصِيَ له لحدّ الآن 34 تابعاً] ، وامتاز زحل بحلقاته ، والمعتَقَد أنّها جُسيمات صغيرة (نيازك) تدور حولَه كما تدور التوابع . ولأورانوس خمسة توابع [ أُحصِيَ له لحدّ الآن 27 تابعاً] ، ولنبتون تابعان [ أُحصِيَ له لحدّ الآن 13 قمراً وإذا حسبنا بلوتو وغيره يكون العدد أكبر] .
أجواء الكواكب
أجواء الكواكب لا تختلف عن جو الأرض ، أمّا أرضنا فجوّها معروف أكثره النتروجين والأوكسجين ، وبِهِ ثاني أوكسيد الكاربون وبخار الماء ، وغازات أخرى قليلة المقدار .
ضياء الكواكب ودرجة حرارتِها
الكواكب تستمدّ الضوء والحرارة من الشمس . والجانب الذي لا تناله أشعّة الشمس يكون مظلماً وبارداً . والكواكب القريبة من الشمس تكون شديدة الحرارة ، أمّا الأرض فالحرارة فيها معتدلة . وكلّما ابتعد الكوكب عن الشمس تهبط درجة الحرارة فيه ؛ فالمرّيخ أقلّ حرارةً من الأرض ، وهكذا كلّما كان الكوكب بعيداً عن الشمس تكون البرودة على سطحه أكثر .
بعد الكواكب عن الشمس
بِملايين الأميال
(عن ملحق مجلّة العربي وهديّتها "الشمس وكواكبها")
عطارد 36 مليون ميل الزهرة 67 مليون ميل الأرض 93 مليون ميل المرّيخ 141,5 مليون ميل المشتري 483 مليون ميل زحل 886 مليون ميل أورانوس 1783 مليون ميل نبتون 3793 مليون ميل
السيّارات المسكونة
إنّ الكواكب السيّارة أراضٍ كأرضِنا هذه ، وفيهنّ جبال وبحار وأنهار وأشجار وبساتين وغير ذلك مِمّا في أرضنا ، وفيهنّ حيوانات وأنواع البشر يعقلون ويعبدون الله ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الروم {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ}، وقال تعالى في سورة الرعد {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*} ، وقال تعالى في سورة الإسراء {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. إلخ}، وقد سبق القول بأنّ السموات والأرض يريد بِها الكواكب السيّارة ، وقال عزّ من قائل في سورة مريم {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا . وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا .}، وقال تعالى في سورة المؤمنون {وَلَو اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ .. إلخ }، وقال تعالى في سورة النــور {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. إلخ } ،
وقال تعالى في سورة النمل { أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } فالخبء يريد به النبات لأنّ الحبّة تختبئ في الأرض ثمّ تخرج زرعاً .
وقال عزّ وجلّ في سورة الشورى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُو عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} ،
وقال تعالى في سورة الرحمن {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُو فِي شَأْنٍ}، وقال تعالى في سورة الحشر { يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وكثيرٌ من الآيات غير ما ذكرناه تدلّ على أنّ السيّارات مسكونة .
[خطأ الفلكيّين حول بلوتو]:
صورة لبلوتو و چارون بواسطة تلسكوب هابل الفضائي (عن ناسا)