لقد كرم القرآن الكريم السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، ومنحه وأمَّه البتول وعائلتَه الكريمة تكريماً وتبجيلاً عظيماً، بل إن تكريم القرآن الكريم للسيد المسيح وأمه وعائلته، يفوق بلا ريب تكريم كُلٍّ من التوراة والإنجيل الموجودين حالياً.
ففي القرآن الكريم توجد سورة (آل عمران)، وهي اسم عائلة السيد المسيح، وهذه السورة هي ثاني أطول سورة في القرآن، وهناك سورة (مريم) والدة السيد المسيح، على حين أنه لا يوجد في القرآن اسم لعائلة نبينا محمد، إذ لا توجد سورة تحمل اسم (بني هاشم) أو (بني المطلب) كما لا توجد سورة تحمل اسم (آمنة بنت وهب) والدة الرسول
.
لقد وصف القرآن الكريم عائلة السيد المسيح بدءاً من (جدته) والدة أمه العذراء، وهي امرأة عمران، وصفها بأنها امرأة مؤمنة خاشعة، نذرت إن رُزقت بوليد أن تجعله خادماً لبيت الله،: { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم }(سورة آل عمران: 35).
ثم وصف القرآن الكريم أم المسيح بأعظم الصفات بالطهارة والسمو ورفعة الفضل، فقال {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}(سورة آل عمران: 42-43).
أما المسيح عليه السلام في القرآن الكريم فقد كان قدوة صالحةً، وأنموذجاً رائعاً للإيمان والعبادة والإخلاص لله تعالى، قال تعالى على لسانه: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً}(سورة مريم: 30-32).
ولم يقتصر القرآن الكريم على مدح المسيح وعائلته ودعوته وكتابه، بل مدح الحواريين وهم أتباع المسيح، وسماهم الأنصار، فقال: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله}( سورة الصف: 14).
منقول