بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله خالق الإنسان من طينوجعله سميعاً بصيراًبين العادات والعبادات يفكر ويختارمفهوم العبادة ببساطه هو كل ما أمرنا الله وشرعه لنا في كتابه العزيز مثل ( الصلاة, الصيام , الحج, الزكاة , الصدقة , بر الوالدين , الأحسان ,,,,,) وغيرها من أمور جاء ذكرها في القرآن يأمرنا الله بالقيام بهاأما العادات مفهمها بإختصار هي كل ما ورثناه عن الأهل ومن ممارسات وطقوس والتزامات منها ما هو متوافق مع القرآن ومنها ما هو متعارض معه نصاًيقول رب العزة [ إِنَّ اللّهَ يَأۡمُرُ بِالۡعَدۡلِ وَالإِحۡسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى الۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَى عَنِ الۡفَحۡشَآءِ وَالۡمُنكَرِ وَالۡبَغۡىِ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ](النحل:90)والكثير من الناس اليوم اذا فعلوا الخير ليس مثل العدل والإحسان او صلة الرحم لا يكون الدافع الأول هو طاعة أمر الله وابتغاء وجهه وأنما يكون الدافع تقليدوأذأ ما قام احدهم بفعل أمر ليس من الدين ونسبه للدين وحاججته قل لك انه ألف أهله يقومون بمثل هذا الأمر وهو على ما قام به أهله ماضي ولن يبدل ما نشئ عليه من عادات وتقاليد وهو بهذا قدم العادات على العبادات وقدم امر المخلوق الجاهل على أمر العليم الخبيرومع هذا فالكثير من الناس يقول لك انه يبتغي امر الله في هذا العمل . لكن كيف يكون ذلك وانت تقوم بأمر لم يشرعه الله لك والكثير يخالف في ما شرعه الله ومن اهم الأمور التي أوصانا الله بها هو التوحيد الخالص للهوبهذا فأن الكثير من الناس قد قدمت العادات والتقاليد على العبادة والشرع الحنيفومنهم من يقول لك هذا الأمر او العمل هو من الدين وقد فعله النبي او الامام او الشيخ ويغيرهم ولم يأتي بأية تثبت كلامه [ قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الۡفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثۡمَ وَالۡبَغۡىَ بِغَيۡرِ الۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُوا۟ بِاللّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِ سُلۡطَانًا وَأَن تَقُولُوا۟ عَلَىٰ اللّهِ مَا لاَ تَعۡلَمُونَ ] ( الأعراف:33)وفي تفسير هذه الأية قال محمد علي حسن الحلي رحمه الله في كتابه المتشابه من القرآن ما نصه– (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ) أي الزنا ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} ، (مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) أي ما أعلن وما خفي ، وذلك من يتّخذ رفيقة فيزني بِها سرّاً (وَالإِثْمَ) إنّ بعض قبائل العرب يسمّون الخمر إثماً وفي ذلك قال الأخفش :
شَرِبتُ الإثمَ حتّى ضلَ عقلي كذاكَ الإثمُ يَذهبُ بِالعقولِ
وقال الآخر :
نَهانا رسولُ اللهِ أنْ نقرَبَ الخنا وأنْ نَشربَ الإثمَ الذي يوجِبُ الوِزرا
(وَالْبَغْيَ) وهو التعدّي على الناس (بِغَيْرِ الْحَقِّ) أي يعتدي على الناس بدون استحقاق ، وهو الذي يضرب شخصاً لم يضربه ويسبّ شخصاً لم يسبّه أو يقتل غير قاتل أبيه ، فهذا تعدٍّ بغير استحقاق ، فمن أراد أن ينتقم لنفسه فليضرب من ضربه ولا يضرب غيره وليقتل قاتل أبيه ولا يقتل بدله (وَ) حرّم عليكم (أَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) أي ما لم ينزّل به دليلاً ولا برهاناً ، والمعنى كلّ شيء تعملونه لغير الله لم ينزّل به الله ذكراً أو بياناً في الكتب السماوية فهو إشراك (وَ) حرّم عليكم (أَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ) أقوالاً (مَا لاَ تَعْلَمُونَ) صحّتها ولم يأتِ ذكرها في الكتب السماوية وذلك كالسائبة والوصيلة وغير ذلك ، فقالوا الله أمرنا بِها!
لا اله ألا اللهوبعد هذا وجب على الناس ان تتمسك بالعبادات ومع شرعه الله لنا في كتابه و أن تترك كل عادة تخالف الدين او ليست منه ولا بذلك يكنون عباداً للعادات مشركين بالله رب الأرض والسماوات مدعين على الله غير الحق
ربنا أجعل لنا من بين ايدينا نوراً نمشي به بين الناس وأعوذ بك من كل شيطان خناسربنا لا تجعلنا فتنة مضلة بل اجعلنا هداة الى طريق التوحيد الخالصربنا تقبل هذا الدعاء وانت اهل الكرم والإحسان فأنت الرحيم ذو الجود و الإحساناللهم أمينهذا والله اعلم واكرموالحمد لله رب العالمينوالسلام عليكم