بسم الله الرحمن الرحيم
أن من الملاحظ تصاعد وتيرة النفس الطائفي والعنصري الأعمى والبغيض
بين جميع الفصائل والتيارات الدينية الإسلامية وبين التيارات نفسها فقد ترى تيار أو أتجاه منقسم على نفسه ولو بصور جزئية يقول الله سبحانه و تعالى في سورة آل عمران [فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ الۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِى إِلَى اللّهِ قَالَ الۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ(52) ] فحقيقة الأمر أن المسلمون هم أنصار الله وليس أنصار أبو بكر و عمر ولا أنصار علي وأولاده و هذا لا يعني أن المسلم لا يحب أو يناصر الصحابة أو أهل بيت النبي فحبهم واجب وفرضه الله علينا في كتابه وذلك بقوله [ لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًۭا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًۭا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُٓ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ(8)وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةًۭ مِّمَّآ أُوتُوا۟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌۭ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُون(9)وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلًّۭا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌۭ رَّحِيم(10) ]الحشر وكذلك قوله جل في علاه [ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الۡمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَانٍ رَّضِىَ اللّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّاتٍ تَجۡرِى تَحۡتَهَا الأَنۡهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الۡفَوۡزُ الۡعَظِيمُ ](التوبه:100)
ولكن ان يكون الصحابة وأهل البيت اكثر قدراً واعتزازاً عند الناس هنا تكمن المصيبة الكبرى
فالكثير من الناس لا يبالي اذا سب احد ما الله إمامة ولكنه يغار و يشتاط غضباً اذا سب شخص مخالف احد الصحابة او هل البيت والعكس بالعكس مما نتج عن مجتمع لا يعرف أي شيء عن قدر الله ولا يغار عليه ولا يحرك ساكناً من اجله فالويل لكم غداً من عذاب رب السماء و براءة كل أهل بيت وأصحاب النبي عليهم السلام منكم فهذه محبة كاذبة محبة المنافقين لان الله يقول [ وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ](البقرة:156) وبما انك اشد حباً وغضباً وتعصباً وغيرة ولكن ليس على الله فأنت أكيد ليس من الذين أمنو . أذا انت من الذين نافقوا فالذي يحب أهل البيت او الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يعمل بعملهم الذي عملوه وهم عملوا بالقرآن وتطبيقه
هذا والله اعلم واكرم
[لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ ]
آمين يارب العالمين