بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
[ وِمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنۡيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ]( البقرة:201)
أن هنالك الكثير من الأمور التي تتقارب بالصفات وقد تتباعد من حيث المكون والنشأة وعلى سبيل المثال قطعة من الحديد من الممكن أن تبقى قطعة حديد وقد يمكن تشكيلها فتصبح سكين أو مسمار أو دولاب لسيارة أو غيرها ولكن أذا تعرضت قطعة الحديد هذه ألى ظروف معينة تصبح بعدها خردة لا تنفع بشيء إلا بعد صهرها وتشكيلها مرة ثانية
كذلك الإنسان بعد موته بأجزاء من الثانية يصبح دون نفع ولا يستطيع دفع ضر عن نفسه من نملة تمشي على جسده لا يستطيع إزالتها ( سبحان الله ما اضعفه من مخلوق وما أطغاه على خالقه إلا من شاء الله واصطفاه فكان عبداً لله الواحد الأحد دون سواه )
وهذه الحقيقة يثبتها النص القرآني الواضح ففي سورة النمل مثلاً يقول رب العالمين [ وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ( 19 ) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ( 20 ) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ ( 21 ) وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ( 22 ) ](فاطر) فنظر بارك الله فيك الى هذه المقارنة بين المتناقضات فكيف تريد ان الميت الذي في القبر يسمع ندائك و ينظر مقامك او يفهم مرامك ليس هذا الذي يدعيه البعض هو خلاف كلام رب العالمين ورب قول نقوله دائماً في حياتنا ولكن لا ننتبه أليه مثلا(لقد أسمعت لو ناديت حيًّا .... ولكن لا حياة لمن تنادي ) نقر بفواهنا ما لا تفقههُ عقولنا !!!!!
يقول الله رب العزة في كتابه المجيد حاكياً عن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) [ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ( 69 ) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ( 72 ) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّون(73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ(74)]( الشعراء) ,,, ففي هذه الآيات قد اصبح واضحاً بأن هنالك شيء يربط الموتى والأصنام أن الإثنين لا يسمعون كلامك ومن لا يسمع لا يجيب ومن لا يجيب لا يضر ولا ينفع فلو كان قادراً على نفعك لنفع نفسه اولاً وحقق لذاته شيء واصبح سميع بصير ,,,
يقول الله وهو العزيز الحكيم [ فَإِنَّكَ لا تُسۡمِعُ الۡمَوۡتَى وَلَا تُسۡمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡا مُدۡبِرِينَ ](الروم:53) و يقول رب العزة [ إِنَّكَ لا تُسۡمِعُ الۡمَوۡتَى وَلَا تُسۡمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡا مُدۡبِرِينَ ](النمل:80) وهذه الآيتين توضح بشكل قاطع أن النبي لا يستطيع ان يسمع الموتى وهو النبي فكيف تريد الموتى تسمع منك أنت الإنسان العادي وبالعودة الى الربط بين الأصنام و الموتى فكما كان المشركون يقفون أمام الصنم ويطلبون ويستغيثون وستعطفونه ويسألون منه الحاجات انت تقف أمام القبر وتستغيث به وتتشفع به وتتوسط به عند الكريم الذي لا يحتاج ألى وسيط ولا شفيع فالفرق بينك وبين المشركين انتفى كما انتفى الفرق بين الصنم والميت بدليل الآيتين لا من بعض الأمور والفوارق المادية أو الفيزيائية فلك أن تتصور أن هذه المشاهد والمزارات, الأضرحة, المقامات وسمها ما شئت أن تقارن اصحباها بالأصنام ولا تستنكر فربما صنم أو تمثال هو بالأصل لشخص تقي تم تجسيده على هذه الهيئة عُبد من دون الله أو استشفع به وستغاث عنده وبه من دون الخالق العظيم فصبحت سواء الأصنام والأضرحة متساوية من حيث الحاجة أو الاستعمال والتصور,,, فبعد هذا أنصحك نصيحة محب مسلم لله أن تتفكر في كلام من خلقي وخلقك ورزقني ورزقك كلام الله رب الأرباب وميز بين من يقول لك تشفع بدون دليل وبين من يقول لك هذا كلام الله ليس له مثيل ولا يحتاج ألى تعديل
[ وَقَالُوا۟ الۡحَمۡدُ لِلّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِىَ لَوۡ لا أَنۡ هَدَانَا الله](الأعراف:34)
[ وَقُلِ الۡحَمۡدُ لِلّهِ الَّذِى لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرًا ](الإسراء:111)
[ الۡحَمۡدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الۡأَرۡضِ وَلَهُ الۡحَمۡدُ فِى الۡآخِرَةِ وَهُوَ الۡحَكِيمُ الۡخَبِيرُ ](سبإ:1)
هذا والله وأعلم واكرم
اللهم أن أخطأت أسألك الغفران والعفو فأني لست سوى إنسان يخطاْ يعرف ان لديه رباً واحد يسأله التوبة
وان أصبت اسألك الغفران والعفو فأن لم اكن أهلاً لذلك فأنت أهل الكرم والإحسان انت الجواد الكريم