المسلمون اليوم ينادون (المهدي) ليظهر ولكنّ كثيراً منهم يظنون أنه [الغائب في سرداب سامراء عندما كان طفلاً صغيراً عمره خمس سنوات وذلك خوفاً من الملوك في ذلك الزمان] كما زعم لهم (عثمان بن سعيد العمري)
وفي البداية شك كثير من الناس في هذه الرواية ولكن بمرور الوقت وتعاقب الأجيال ثبتت هذه الفكرة عندهم ، ولم يعلموا أنه قبل أن يقول لهم العمري ذلك لم تكن توجد مثل هذه الفكرة إلاّ أخبار غامضة وظّفها العمري لمصلحته والتي تخص غيبة أو اختفاء المهدي .
وكانت هناك طائفة كبيرة من الناس تعتقد بأنّ موسى الكاظم هو المهدي وأنه غاب وسيعود وهم بانتظاره كما ورد ذلك في كتاب (الغيبة) للطوسي .
وفي فترة معينة من حكم خمينى قامت إذاعة إيران بتوجيه نداء إلى المهدي ليظهر ويقودهم ويستلم الدولة الإسلامية في إيران .. ولكن لم يلبّ نداءهم صاحبهم الغائب المزعوم .. (ولم يأتِ لهم لأنه وهمي ومن اختراع عثمان بن سعيد العمري) ..
هكذا قال لي أبو عبد الله رحمه الله أنه سمع ذلك من إذاعتهم وأظنّ بالفارسية .. لست متأكّداً
ولكنّي متأكّد أنّ المهدي الحقيقي - كما سمعت ذلك من أبو عبد الله - قال في جوابهم : "لا آتي إليكم .. أنتم سوف تكذّبونني !"
وأظنّ أنّ السبب في ذلك هو أنهم يريدون مهدياً يؤيّد مغالاتهم وإشراكهم وبدعهم .. لا مهدياً مبعوثاً من الله إليهم ليهديهم إلى توحيده وترك المغالاة في شأن الأئمة من أهل البيت ويحكم بينهم بالقرآن لا بتقليد سادتهم وعلمائهم .. يريدون مهدياً ينصرهم على أعدائهم وإن كانوا هم أنفسهم ضالين عن طريق التوحيد الخالص وحتى عن طريق الأئمة أنفسهم .
هم يريدون المهدي كما هم يريدون وليس كما يريد الله .