بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والسلام على رسول رب الأنام وعلى أخوته المرسلين بالحق الكرام رسُل الله المكرمين الهادين ألى السراط المستقيم النبيين المصطفين الأبرار
وعلى من سار على نهجهم و قتفى أثرهم الصحيح دون زيغ أو بطلان أو زيادة في مدحهم أو نقصان فضلهم الله على البشر و أختارهم للرسالة وإنقاذ الناس من الشرك والجهالة فعليهم السلام أجمعين
يقول الله سبحانه وتعالى حاكياً عن رسوله محمد ( عليه السلام ) في سورة الحجر [ فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَٰكَ ٱلْمُسْتَهْزِءِينَ(95)]
يمر العالم الإسلامي هذه الأيام بموجة غضب عارمة من أقصى الشرق ألى أقصى الغرب والسبب هو الفلم الذي قام بإنتاجه شخص مجهول الهوية والنسب والفوران الذي حدث في العالم الإسلامي قد أعطى قيمة معنوية ومادية لهذه الشخص فقد حقق جزء من مبتغاه وهذا ليس موضوعي فهنالك الكثير ممن يبحث عن الشهرة ويحاول تحقيقها بطرق عدة مشروعة أو غير مشروعة
ولكن موضوعي عن المادة التي دخلت ضمن حوار هذا الفلم و النقاط التي تكلم عنها على سبيل المثال مسألة الحمار يعفور أو مسألة الشهوة الجنسية اتجاه الأطفال
هل هي موجودة في أمهات الكتب والمراجع الإسلامية ؟؟ الجواب نعم موجودة ولا القي في اللوم أو الاتهام ألى جهة معينة أو مذهب معين فالكل متهم في هذا فلماذا نلوم من يستخرج مثل هذه الأشياء القبيحة أو ألا معقولة من أمهات الكتب الإسلامية ويحاول ان يوظفها لمصلحته ولا نحاول نحن أن ننضف كتبنا من مثل هذه الأقوال و الروايات التي تتحدث بشكل سيئ عن النبي وأهل بيته الأطهار و أصحابه الأبرار ( عليهم السلام أجمعين ) .
يقول الله سبحانه وتعالى واصفاُ أخلاق النبي الكريم [ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ]( القلم :4) فيجب أن تكون هذه الآية هي القياس لكل رواية تتكلم او تتحدث عن أخلاق النبي محمد ( عليه السلام) فلا يكون التاريخ القياس ولا العاطفة . ولكن لسبب ضعف العلماء في الاستدلال بالقرآن وجهلهم المتعمد له ورضاة لمصالحهم الدنيوية والدنيئة جعلهم يتخذون هذا القرآن وراء ظهورهم لأنه لا يلبي رغباتهم النفسية العقيمة والمريضة . فلا يوجد نص قرآني يستطيعون الاستدلال به في مسألة التفخيذ ولا يوجد نص قرآني يستدلون به عن الحمار فلجوا ألى استحمار البشر الجاهل وجعلوا من الروايات دليلهم لنيل مطالبهم وهنالك الكثير من الروايات والأدلة التي ستندون عليها والله لو تفكروا بها ما قبلوها على انفسهم فيكف يقبلوها على نبي يجب أن يكون قدوة لأخير الأمم أذن ان الخلل ليس في هذا الدعي الذي خرج لنا بفلم سيء عن الرسول الكريم الذي زكاه الله من فوق سبع سموات فلا حاجة له بكل من يدافع في لسانه و يحاربه في أفعالة وأقواله ويخاصمه حتى في عبادته ( من حيث الشرك والتباع لكل مستحدث غريب عن الدين وليس منه بشيء )
فلو أن الأمة استثمرت هذه الموجة وحاولت أبراز الوجه الصحيح للأمة الإسلامية وحاولت انت تطبق نصف أخلاق النبي لنهضت الأمة نهضة أخلاقية يضرب بها المثل فقد ضاعت الأمانة وعمت الخيانة بكل صورها فلا حصر لمعنى الخيانة وخيانة الله هي أقوها و أوسعها انتشاراً بين كل الطوائف والملل والأمم العربية أو الأعجمية فالأصل والمفروض هو تنظيف التاريخ السيئ من الكتب أو العكس تنظيف الكتب من التاريخ السيئ هذا من ناحية .
أما من ناحية اخرى لماذا لا نسمع بمثل هذه الاحتجاجات حين يسب الله ويكفر به امام الملئي فلا يكاد يخلوا فلم اجنبي وحتى الأفلام العربية من سب الله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أم أن شأن النبي اصبح يهم الناس اكثر من الله سبحانه وتعالى وهو رب النبي وخالقه ومرسله والمنعم عليه بالنبوة
ولماذا لا يسن قانون يجرم كل من يسب الذات اللاهية ويردع كل من يتجرأ على الله ويصبح مثل أمام الناس فوالله وبالله وتالله نادراً ما اخرج ألى الشارع ولا يتردد ألى مسامعي من شاب أو طفل أو رجل كبير لا يتجرأ على الله عمداً أو جهلاً أو مستهزئاً وبالمقابل إياك ثم إياك أن تذكر اسم شخصية دينية سنية كانت أم شيعية أمام طائفته بسوء ولا قامت قيامتك وربما تقتل أو تسجن وضعت وضاع خبرك والسبب ( أن رجل الدين لهذه الطائفة أو تلك هو يعبد من دون الله أو مع الله أو هو يمثل الله بالنسبة لهم والعياذ بالله ) وهنا يتبين من هو اشد حباً في قلوب هؤلاء هل هو الله سبحانه وتعالى أم رجل الدين ؟؟؟
فمن الجاني والحقيقي ومن الذي يلام هل هو منتج الفلم السيئ الذي هو بالأصل عدو للنبي أو هو من يسر المادة التاريخية وروج لها إعلامياً وفكرياً وأفنى حياته بالدراسة فيها ومع انه يدعي حبه للنبي لم يقرانها بقول الله تعالى [ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ] أذ أن صاحب الخلق العظيم من غير المعقول أن يأتي بخلق ينافي هذه الصفة الشاملة على كل الصفات الحميدة
أنا باعتقادي أن اللوم الأكبر يقع على من يدعي الحب ويلفق ويكتب العيب ولا يراعي كتاب الله ولا مشاعر نبيه
والله أنا أرى نحن نحتاج ألى ثورة حقيقية على العادات والتقاليد وكل الأمور السيئة التي تقدم العادات على الدين وثورة اكبر على كل رجل دين لا يجعل القرآن المنهج الأول له فهنالك من يلقي محاضرة بالساعة أو اكثر لا يذكر فيها ألا الروايات التاريخية المشحونة بالكراهية أو التي تحرك الشهوة في مشاعر الجالسين بعمد أو جهل من المتكلم وكل هذا نزولاً عند رغبة الاتباع الجياع
و كذلك أرى إذا كان من أساء للنبي كافر ومن غير دين فصاحب المادة التي استند عليها هذا الشخص المجهول هي مادة من الروايات والتي تمتلئ بها الكتب أذا بعض المسلمون من صنع المادة و وغيرنا قدمها ( الله المستعان )
أسف على الإطالة ولو أن الأمر يستحق صفحات من الأدلة النقلية والعقلية ولكني جعلت للقارئ فسحة ليبحث بنفسه بين طيات كلامي ليفهم مرامي
هذا والله من وراء القصد عليم
اللهم لا تؤأخذنا بما فعل السفهاء منا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا فتنتنا في اخر أيامنا
اللهم ارحمنا ويسر لنا امرنا وهيئ لنا منه رشدا اللهم عليك توكلنا واليك أنبنا والى كتابك للناس نبهنا و أشارنا والى طريق الحق علامات اجعلنا بمنك وعزتك من غفرانك لا تحرمنا
هذا والله اعلم بمقصدنا
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله