لعبت الصهيونية العالمية، دورا تحريضيا بارزا، في أزمة الفيلم المسيئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فما إن انطلقت المظاهرات الغاضبة، على الفيلم في أنحاء المعمورة، حتى شرعت الأبواق الإعلامية المسعورة، المدعومة صهيونيا، تتحرك في خبث عجيب، لتشويه صورة الإسلام ووصم المسلمين بالتطرف، ومصادرة حق غيرهم في التعبير عن الرأي. بيد أن هذا النهج، لم يبق كثيرا خارج حدود فلسطين المحتلة فحسب، عبر الصحف والفضائيات، التي تسيطر عليها اللوبيهات اليهودية في الخارج، بل سرعان ما امتد إلى الصحف العبرية، داخل الكيان الصهيوني . صحيفة " معاريف"، التي كادت تغلق أبوابها، قبل بيعها لأحد المحسوبين على اليمين المتطرف، كانت من بين الصحف، التي شنت عبر مراسلها في شرق أوربا"، نيسان تسور"، هجوما لاذعا على الإسلام، في مقال بعنوان" مساء الخير أوروبا"، المنشور على موقع الصحيفة بتاريخ 28-9-2012م. الصحفي الصهيوني، يستعدي في مقاله أوروبا على المسلمين، ولا يخفي نبرته الشامتة، من سماح القارة العجوز للمسلمين، بالانتشار عبر أرجائها، لينقلب المسلمون عليها - كما يزعم - فيما بعد. ويبدأ مقاله قائلا:" عندما نرى ما يحدث، خلال هذه الأيام في عدة دول أوروبية، في أعقاب بث فيلم " براءة المسلمين"، أعمال الشغب، الخوف، والقلق من ردود المسلمين المتطرفين - لا يمكن ألا ترتسم على شفاهنا إبتسامة صغيرة. أضيفوا إلى ذلك، التهديدات التي تلقاها القائمون على نادي برشلونة، أحد أكبر أندية كرة القدم في العالم، من عدة تنظيمات إسلامية، بعد أن قرر رؤساء النادي دعوة جلعاد شاليط، (الجندي الصهيوني الذي كان أسيرا لدى حركة حماس)، لحضور مباراة الكلاسيكو القريبة أمام ريال مدريد". تحريض مستفز ويردف الصهيوني" نيسان تسور"، فيقول:" على مدى سنوات طوال، كانت دول أوروبا القديمة، بمثابة وسادة مريحة وواسعة، للجاليات المسلمة التي تطورت، نمت وترعرعت، إلى أن قام هذا الوحش على سكانها، وبدأ يضربهم دون رحمة، ليثبت لهم أنه أكبر وأقوى، من أولئك الذين اعتنوا به طوال تلك السنين". وتزداد نبرة الشماتة الصهيونية، وتتعالى في قول صحفي " معاريف":" فجأة اكتشف كل هؤلاء من سكان أوروبا، الذين رأوا في اليهود لسنوات طويلة، المشكلة الأكبر في العالم، الذين أيدوا وأعربوا عن سعادتهم، بعد كل عملية ( ضد أهداف صهيونية)، الذين اعتادوا مهاجمة " اليهود الذين يسلبون الفلسطينيين أرضهم، ويقتلونهم دون سبب"، أن المشكلة الإسلامية تقف على أبوابهم فجأة". ويتابع " نيسان تسور"، مراسل الصحيفة في شرق أوروبا، محرضا الأوربيين على مواطنيهم المسلمين، فيقول:" فجأة أدرك سكان دول أوروبا، أن اليهود ليسوا هم من يجب الخوف منهم، بل المسلمين الذين استقبلوهم بحب كبير جدا، في العديد من بلدان العالم. تلك الدول التي فتحت أبوابها، ومنحوهم القدرة على الدراسة والعيش باحترام". ويروي الصحفي الصهيوني، مواقف عاشها في العاصمة البولندية كركوف، بعد اندلاع حرب لبنان الثانية، وكيف كان الشارع البولندي متعاطفا مع الفلسطينيين، والعرب المقيمين هناك، وكان يمقت الصهاينة، وينظر إليهم على أنهم مجرمون قتلة، ثم يضيف " تسور" ساخرا:" الآن، بعض تلك الدول وهؤلاء المواطنين، تتلقى بالفعل ما أنضجته لسنوات طوال. بالصحة والعافية يا أوروبا". وبمنتهى الصلف، يواصل الصحفي اليهودي:" للأسف الشديد، لا أظن أن هذا الدرس سوف يتم استيعابه، ويتذكره الأوروبيون لوقت طويل. الآن ليس لدي شك أيضا، في أن الكثير جدا من الأماكن في أوروبا، لن تبالي وتدس الرأس في الرمال، ولن تنظر بصدق إلى الخطر الإسلامي، الذي يهدد العالم". الشريعة تحكم أوربا! ويرى الكاتب الصهيوني، أن ما يصفه بالتهديد، الذي يوجهه المسلمون، لكل من يتجرأ على التفوه بكلمة ضد الإسلام، لن يقف عند هذا الحد، مضيفا:" قريبا، ولن يتأخر هذا اليوم، سوف يتحول مواطنو أوروبا إلى ضيوف في بلدانهم، وسيطلبون أن تدار حياتهم وفقا للشريعة ( الإسلامية)، قريبا ستسيطر قوى الشر والظلام على القارة، وقتها سيفهمون جميعا، أي وحش قد ربوا على مدى سنوات، أو حينئذ، ربما سيدركون إلى أي درجة، كان من الأفضل لهم، وجود جالية يهودية كبيرة، وليس جالية مسلمة.. ليلة سعيدة أوروبا ".
شبكة رسالة الإسلام