بين الذنب والتوبة وحسن الظن بالله أحذر من عدم القبول

[عبد القهار]

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الملك الجبار بسم العزيز القهار بسم من جعل الليل مظلماً وخلق الضوء فأنار به النهار سبحانه خلق الإنسان علمه البيان فالشمس والقمر بحسبان النجم الشجر لسلطانه يسجدان والسماء رفعها بأمره ونصب الميزان بعدله يعلم ما كان وما يكون ولا يكون إلا ما شاء أن يكون فهو حاكم كل ما حوى الكون سبحانه يقل للشيء كن فيكون خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب لينا من حبل الوريد وحذرنا من يوم يشيب فيه الوليد [ يَآأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمۡ إِنَّ زَلۡزَلَةَ السَّاعَةِ شَىۡءٌ عَظِيمٌ ]( الحج:1) سبحانه سبحانه .
رأيت في الحياة مواقف غريبة و كثيرة فقد يعصى الولد أحد والديه مرة فيندم على فعلتهِ فلا يترك طريقة لكي يسترضيهما فلا يرضون عنه أبداً وقد يموت هو وهم عليه غاضبون أو يموتون هم وعنه غير راضون فقست هذه الحالة مع الله سبحانه وتعالى فماذا لو أني قمت بمعصية ما ثم ندمت عليها وتبت ولكن الله لم يقبل توبتي ألم يمر فينا مثل هذه الخاطر في كتاب الله [ إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ ]( المائدة:118) فالعفو والمغفرة فضل و منة من الله أن أراد أن يرحم فهو الجواد الكريم وان أراد أن يعذبنا فهو صاحب الحقالمبين وذلك لأنه انزل علينا القرآن وقاليا عبادي هذه الحدود فلا تنتهكوها وهذه الحياة هي لكم أمتحان و أختبار وجعل في الأرض من كل زينة وأكثر وأطيب ما فيها هو الحلال واقل وأخبث ما فيها هو الحرام وبين لنا حدود كل شيء فلا عذر لنا في الخطاء ولنضرب مثال بسيط لو انك خالفت قواعد المرور واقترب منك شرطي المرور فاعتذرت منه مع ذلك سجل عليك مخالفة وطالبك بدفع الغرامة فهو بهذا لم يظلمك أبداً ولكنه يمكن أن يتساهل معك في أمور أخرى ( نعم ولله المثل الأعلى ) فهكذا الحال هو مع الله فبعد أن حذرنا من إبليس وقال لنا يا عبادي هذا القرآن هو دستوري من أتبعه فاز ومن خالفه فالنار مثواه ومأواه ولا يلوم لا نفسه حينها . لذلك أقول ينبغي أن نحذر في تعاملنا مع الله سبحانه ولا ننسى قوله في كتابه العزيز [ فَذَرْنِى وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ(44)وَأُمۡلِى لَهُمۡ إِنَّ كَيۡدِى مَتِين(45)](القلم) فأحذر لا يغرك الأمل فقد تكون في حالة استدراج و إمهال فقد جاء عن النبي محمد ( عليه السلام )انه قال { إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } . ولكننا أملنا في الله كبير و حسن الظن كبير بالله فهو الغفار الرحيم بالموحدين العفو الغفور عن عباده المذنبين الذين إذا أذنبوا ذنباً ذكروا الله فاستغفروه نسأل الله إن يغفر لنا ذنوبنا ( أمين ) و يكفر عنا سيئاتنا انه هو الجواد الكريم [ وَسَارِعُوٓا۟إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ(134) وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَٰحِشَةً أَوْظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُوا۟ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135)](آل عمران) .
كم من الناس تذنب وتنسى والله لا ينسى وانت تذنب وتنسى و والله لا ينسى [ يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحۡصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ شَهِيدٌ ](المجادلة:6) من الذي يذكر كل ذنوبه لكي يستغفر الله عليها ولكننا نسأل الله أن يغفر ذنوب جميع من أسلم أمره لله خالقه ولم يشرك به شيء لا في الأرض ولا من في السماء
أخي لا يغرك الشيطان فتصر على المعاصي والذنوب وتذكر أن الله عزيز ذو أنتقام
وأخيراً أطلب إليك حين تتوب من ذنبك أن تسأل الله أن يقبل توبتك ويغفر ذنبك
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ولا تتوفانا لا وانت راضاً عنا غير غضبان

اللهم لا تدع لنا ذنباً لا غفرته ولا هماً لا أزحته ولا حاجةً هي لك فيها رضا ألا ويسرتها لنا برحمتك يا ارحم الرحمين ربنا هذا الدعاء أليك والاتكال عليك فأنت الرب ولا رب لي سواك ولا اطلب من غيرك العفو والرضا فعفو عني وتقبل مني أمين أمين يا رب العالمين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام على عباده المرسلين



والسلام عليكم

[عبد الكريم]

بارك الله بك اخي عبد القهار

[ليديا]

اللهم لا تدع لنا ذنباً لا غفرته ولا هماً لا أزحته ولا حاجةً هي لك فيها رضا ألا ويسرتها لنا برحمتك يا ارحم الرحمين

[thamer]

جزاك الله خيرا ان شاء الله على التذكير والاسطر الرائعة