بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الجواد الكريم صاحب الملك العظيم الذي لا يزول ولا يحول بسم الذي أذا أعطى أغنى و أذا منع أفقر بسم الرؤوف الرحيم الذي قال في محكم التنزيل [ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الۡخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلۡفَى إِنَّ اللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِىمَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهۡدِى مَنۡ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ](الزمر:3)
في حديث عن الشفاعة والتقرب ألى الله مع احد الأشخاص
ومع المثال الشائع بين الناس عن الشفاعة والتأكيد فأن معظم سكن العراق يعرفونه والمثال هو (انه إنا عندي ذنوب كثيرة وصاحب القبر أو الضريح هو له مقام عند الله ومكانه عالية فهو يتوسط لي عند الله لكي يقضي حاجتي ولا اطلب حاجتي منه هو واسطة فقط بيني وبين الله سبحانه وتعالى )
وهذا يفتح الباب لتساؤلات و أعتقادات
على فرض أن الاعتقاد كان صحيح من أين جاء لك العلم أن المستشفع به أو الوسيط قبل أو رضى أن يتوسط لك ويتشفع لك عند الله . وهذا الأمر يفتح الباب لاعتقاد اخر هو انك اعتقدت بالمستشفع به ( الوسيط ) الكرم و قبول دور الوسيط واعتقدت بالله اللؤم ( والعياذ بالله واستغفر الله) فهو الكريم الجواد ولماذا لا يكون الاعتقاد أن الله حين تسأل هو تترجاه أن يجيب دعوتك من دون وسيط ولا شفيع أليس هذا من الاعتقاد بسوء الظن بالله وجحود لأسمائه وصفاته الحسنى وحسن الظن بصاحب القبر أو الضريح
و من عادة الإنسان المؤمن والتقي الابتعاد عن الشبهات و الأفعال غير الصالحة والتقرب والتودد من الناس الخيرة والمؤمنة بالله والصالحين فمن المفروض على الوسيط إن كان مؤمن من غير اللائق أن يتوسط عند الله للناس السيئة والتي تعصي الله في أمر قد تغضب الله أصلاً فمن الناس من تستشفع ( لكي يتم طلاق أو هجر وا خراب دور ) أو أمر اشد وقع و أمور افظع . فهل تتصور أن صاحب المرقد والمقام يستشفع عند الله في مثل هذه الأمور ؟؟ وماذا سيقول المتشفع أو الوسيط أللهم اجب لعبدك العاصي طلبه لكي يبقى يعصيك ويبقى كلما احتاج شيئ ستشفع بي لأنه عاصي ويرفض التوبة و الإنابة إليك ( فعلاً تصور غير معقول وغير معقول لكل صاحب عقل )
وهل مثل هذا التصور ينطبق مع هذه الآية المباركة [ إِنَّا أَنزَلۡنَا إِلَيۡكَ الۡكِتَابَ بِالۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَتَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمًا ](النساء:105)
[ وَلاَتُجَادِلۡ عَنِ الَّذِينَ يَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ]( النساء:107)
فالآيات السباقة تنهى عن الدفاع عن أهل المعاصي والذنوب .
كل هذا على فرض أن التشفع أو التوسط هو حالة صحيحة ورداً على المثال الذي يتداوله اكثر المستشفعين
أما الحالة الصحيحة هو التوجه ألى الله دون شفيع أو وسيط أو (إي اسم كان أو صفة ) لان الله قال في آية واضحة ولا تحتاج ألى شرح او تفسير
[ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعۡوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلۡيَسۡتَجِيبُوا۟ لِى وَلۡيُؤۡمِنُوا۟ بِى لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُون ]( البقرة:186)
[نَبِّىءۡ عِبَادِى أَنِّى أَنَا الۡغَفُورُ الرَّحِيمُ ]( الحجر:49)
[ قُلۡ يَاعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسۡرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمۡ لا تَقۡنَطُوا مِن رَّحۡمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغۡفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الۡغَفُورُ الرَّحِيمُ ](الزمر:53)
[ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادۡعُونِى أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡإِنَّ الَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِى سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ](غافر:60)
هذا الاعتقاد الصحيح بالله فهو الكريم الذي لا يحتاج ألى وسيط وهو الجواد الذي لا يمنعه شيء ولا يعجزه شيء وهو القريب والسميع والبصير بكل خلقه ولا يخفى من أمر اخلقه شيء لا في الأرض ولا في السماء سبحان الله العظيم
هذا والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله