بسم الله الرحمن الرحيم
((لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ .))
صدق الله العظيم
الآية 128 من سورة آل عمران
التفسير :من كتاب المتشابه من القرآن لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي ،(الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965)
كان النبيّ عليه السلام يدعو للمشركين من قريش بالهداية فيقول اللهمّ اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون . فنزلت (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) أي ليس لك من أمر هدايتهم شيء وإنّما أمرهم إلى الله ، وهذا كقوله تعالى في سورة القصص {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} ، (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ) بسبب كفرهم (فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) مستحقّون للعذاب ، والمعنى : ليس لك أمر هدايتهم يا محمّد فتدعو لقومك بل الأمر يرجع لله فمن كان منهم يستحقّ الهداية فإنّ الله يهديه للإسلام ويتوب عليه ومن كان لا يستحقّ الهداية لأنّه ظالم يظلم الناس فإنّ الله لا يهديه بل يعذّبه في الدنيا بالقتل والأسر والهزيمة وفي الآخرة بالنار .