بسم الله الرحيم الرحمن بسم الله الملك الديان بسم الله صاحب الأمر ومن بيده الغيب والبرهان ويعلم ما يكون وما قد كان سبحانه سبحانه وجل وارفع واعظم شأنه . سبحانه من يسبب الأسباب و يسهل الصعاب ويجعل العدو صاحب من الأحباب . سبحانه من وعد عباده في تبيان أسرار كتابه فقال [ ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُ ]( القيامة:19) و عد نبيه و عباده بالنصر والتمكين لهذا الدين فقال [هُوَ الَّذِى أَرۡسَلَ رَسُولَهُ بِالۡهُدَى وَدِينِ الۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُ عَلَىٰ الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوۡ كَرِهَ الۡمُشۡرِكُونَ ] نسأل الله ان نكون من الذين يشملهم هذا التمكين ويجعلنا من أنصار هذا الدين أمين أمين أمين يا رب العالمين .
لا يخفى على كل صاحب بصيرة أن العالم اليوم يعيش حالة من الغاليان بسبب الأوضاع وحالة من الهذيان بسبب تشتت الأمر وتفرق الجمع وضياع الرأي فلا تجد فئة توافق فئة على رأي إلا وتخلفوا في أخر ولا تجد ملة توافق ملة على منهج إلا وتكفرها أو تخطئها في أمر اخر فالفرقة واضحة من لم يقر بها أقر على نفسه بالغباء وقصر البصيرة . وهذا الأمر لا يشمل الأمة الإسلامية فقط ولكنه واضح فيها وضوح تام وذلك بسبب ضعف القيادات السياسية الحاكمة وتمرد شعوبها عليهم لعدة أسباب لا مجال لشرحها هنا ولكن لا بد من الإشارة ألى أهمها إلا وهي ظلم الحكام وجورهم وتدويل الأموال بيد فئة قليلة من الشعوب مما خلق حالة من الطبقية المقيتة والواضحة للعيان ولدت حالة من الفقر والجهل لشريحة واسعة في حين هنالك عدد محدود لا تعريف في أي مكان تضع أموالها من كثرتها ولا إين تنفقه .كما أنه لا يخفى أمر الأخبار المروعة التي لا يمر أسبوع دون أن نشهد أو نسمع خبر زلزال هنا أو زلزال هناك ومن أقوها واشدها وقعاً هو زلزال اليابان الذي جعل منها منطقة خطر على حياة ساكنيها وغيرها من الزلازل والأعاصير وموجات المد تسونامي و من كوارث طبيعة وحروب بشرية .وكل هذا قد يُذًكر من لديه أطلاع في علامات ظهور المهدي القائم في الحديث الوارد عن النبي محمد ( عليه السلام ) ومنها ما جاء { عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أبشركم بالمهدي ، يبعث على اختلاف من الناس وزلازل ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ...... الحديث } . وهذا الحديث واضح المعالم ولا يحتاج الى شرح لكن السؤال هنا هل هو هذا وقت الظهور فعلاً ؟؟
وفي أشارة الى حديث أخر مهم الى المهدي عن علي عن النبي محمد (عليهم السلام ) {المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة } وفي شرح معنى يصلحه يقول ابن كثير (أَيْ يَتُوب عَلَيْهِ وَيُوَفِّقهُ وَيُلْهِمهُ رُشْده بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ) . ن هـ . ومن هذا الحديث نستخلص عبرة قد تغيب عن الكثير أن المهدي ينشا كإنسان عادي لا شيء يميزه عن أقرانه فلا علم يعليه ولا مال يغنيه ولا مهنة تميزه ولا كرامات لديه ولا خوارق عن العادات فهو إنسان كباقي البشر فلا تقواه ولا قوته ولا علو مكانته بين أهله حتى أذا اظهره الله على الناس لا تكون لهم حجة من ذلك ولا يتقولون فيها شيء حتى عند أهله وخاصته والمقربين منه حتى إذا بعثه الله ألهمه رشدة يكون عليهم حجة ولديه دليل كما جاء في بعض الرويات بمثل هذا الأمر ان الشبه بين النبي يوسف (عليه السلام) والمهدي ( عليه السلام ) هو عدم معرفة اهله به (دلائل الإمامة/291، وفيه: شبه من يوسف فإن إخوته يبايعونه ويخاطبونه وهم لا يعرفونه) كما قال الله [ وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا۟ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُ مُنكِرُونَ ]( يوسف:58) وهذه أشارة قوية على أن المهدي حين يظهر ينكر أمره اقرب الناس أليه .
وفي أشارة ألى أن الناس تعتقد وفاته عليه السلام كما جاء
( : ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : أما إنه لو قد قام لقال الناس أنى يكون هذا وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا ( البحار ج52ص291)
والقول الأخر (عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهر كم وليمحص ( 3 ) حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك ، ولتد معن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الأيمان ، وأيده بروح منه ، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة ، لا يدرى أي من أي ال : فبكيت فقال ( لي : ) ما يبكيك يا باعبدالله ؟ فقلت : وكيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ؟ فكيف نصنع ؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا باعبدالله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم ، قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ) أقول تعليقاً على هذه الرواية هل هنالك وضح من القرآن وأهله ومن فسره وبينه ؟ و هم في كل ليلة يدرسونه ويتذاكرونه ( اللهم اجعلني من أهل القرآن وخاصته وجعلني ممن يقومون به و برفع كلمته ورايته اللهم امين )
وهنالك حديث اخر نكره قوم وستنكره اخر وهو ( روى الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: إنّ من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عارياً أمام قرص الشمس ) وانا أقول يخرج عارياً لآنه يقوم من قبره وقد تمزق كفنه بعد طول المدة التي مات فيها وبقى في القبر فلا تتعجب وان سمعت بخروجه من قبره( ان شاء الله ) فتذكر هذا الحديث
ولكي تتوضح لنا صورة المهدي وكيفية قيامه من قبره فيبعثه الله كما بعث النبي عزريا صاحب الحمار فقد جاء في بعض الأخبار وان ضعفها البعض ولكني أرى فيها القوة من واقعة صاحب الحمار ( روی الفضل عن موسی بن سعدان عن عبدالله بن القاسم الحضرمی عن ابی سعید الخراسانی قال قلت لابی عبدالله علیه السلام: لای شی ء سمی القائم؟ فقال لأنه یقوم بعدما یموت، انه یقوم بامر عظیم بقوم بامرالله سبحانه – أثبات الهداة ج 7 ص 27)( عن ابی سعید الخراسانی قال قلت لابی عبدالله علیه السلام: المهدی و القائم واحد؟ فقال نعم قلت لای شی ء سمی المهدی؟ قال لانه یهدی الی کل امر خفی و سمی القائم لانه یقوم بعدما یموت، یعنی یموت ذکره انه یقوم بامرعظیم – أثبات الهداة ج 7 ص 34 ) (مؤذن مسجد الأمر قال سئلت أبا عبد الله علیه السلام هل في كتاب الله مثل للقائم؟ قال: نعم، آیة صاحب الحمار أماته الله ثم بعثه – أثبات الهداة ج 7 ص 28- )
وبعد هذا الكلام فأني لا ألزم به أحد وطلب من الله الهداية ولكل شخص يطلب من الله الهداية بشرط ان تطلب من الله وحده دون واسطة ولا وسيلة فالله قريب لا يحتاج الى واسطة اكثر من كلمة يارب يا الله تقولها من قبك ويلهج بها لسانك
هذا ولا أقول إلا ما يرضي الله عني أن شاء اللهاللهم وفق كل من استجار بك وحدك ودعاك وحدك دون واسطة ولا وسيلةاللهم وفق جد التوحيد وسدد رأيهم وجمع شملهم وجعلهم حاضنة قرآنكممن يذكرونك لا يملون من ذكرك شكرك وحمدك اللهم وجعلني منهم برحمتك يا ارحم الرحمينو اخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمينوالسلام عليكم