بسم الله الرحم الرحيم
لا أعلم لماذا تختزل الشخصيات وتتضاءل مكانتها ويضيع ذكرها الحقيقي والهدف السامي الذي وجدت من اجله وما أفنيت به حياتهم ليحققوه ويجسدونه للعالم فتختزل هذه الشخصية لتتجسد في شخصية واحدة قد لا يعرف اكثر الناس غيرها ولا اعلم لمصلحة من تتم مثل هذه الأفعال والأمور و لا أعلم لماذا الإنسان ميال لتذكر لحظات الحزن اكثر من لحظات الفرح ولماذا تختزل حياة شخص ما في لحظة حزينة أو يوم مرير أو حتى لا يذكر من عمره إلا المأساة و الألم فعلى سبيل المثال الاحتفال بالمولد النبوي يتجدد في كل عام يوم وفي بعض البلدان كمصر قد يستمر أسبوع وخصوصاً عند قبر زينب والحسين ( عليهم السلام ) فيتم خلالها الاحتفال في مولد النبي ويكون هذا الاحتفال مصدر لكل محرم قد حرمه الدين وكثرة ظهوراً الاختلاط بين الرجال والنساء الأغراب بكيفية فجة وفي مثل هذه الاحتفال يتغنى بالنبي بصورة اقرب للباحية منها للدين أو حتى التظاهر بالتدين فالتغني بجمال النبي والفتنة به وبوسامته وتمثيله على انه معشوق وليس بنبي له احترامه الذي وصانا به القرآن فعند هذه الفئة من الناس تكاد تكون لا تعرف من تاريخ الإسلام ألا الثاني عشر من شهر ربيع الأول وهو يوم افترض انه ولد في النبي ولا احد يعلم على وجه التحديد متى ولد ولكنهم لغاية ما أفترضو التاريخ و أفترضو فيه ما يحبون من عبادات للنبي والتقرب ليه في أمور لا يقر بها لا شرع ولا قيم مثلى فأختزل النبي وحياته والسبيل الذي بعث فيه واليه في هذا اليوم وهذه جناية كبرى بحق الدين ان يضيع الهدف الحقيقي الذي بعث من اجله النبي إلا وهو أخراج العباد الشرك كله ألى الإسلام كله بكل ما تعني الكلمة من إسلام.
والحالة الأخرى إلا وهي قصة استشهاد الحسين بن علي ( عليهم السلام ) وهذه الشخصية التي لا يعرف عنها الكثير الا ما يذكر يوم العاشر من شهر محرم الحرام من كل عام وللأسف فأن ما يذكر في هذا اليوم ينقسم ألى قسمين أو اكثر القسم الأول هو المبالغة في شخص الحسين (عليه السلام ) والغلو فيه والقسم الآخر هو الشحن الطائفي المقيت فلو أخذنا عينة من المجتمع ماذا تعرف عن حياة الحسين وفضله في أعلا كلمة الله ونشر الدين الإسلامي والجهاد في سبيل الله وماذا قدم للإسلام طيلة حياته لما ذكر غير يوم العاشر من محرم وهو يوم مقتله وهي عبارة عن قصه تروى في كل عام بين الزيادة والنقصان ضاعت ملامحها الحقيقة وهدفها السامي الذي خرج من اجله الحسين بن علي على سبيل المثال كم من الناس يعرف دور الحسين في فتوحات أفريقا مع جيش المسلمين الذي كان يظم الصحابة والقرابة من أهل بيت النبي ففتحوا مدن مثل البرقة ,, طرابلس ,, سبيطلة وكذلك من جهة الشرق مدن طبرستان كل هذا لنشر دين الله وبسطه ونشر العدل وتحقيقه حتى وصل الفتح ألى مناطق بعيدة . وبذلك اختزلت شخصية الحسين في يوم واحد اصبح يعاد على مدى التاريخ والأصل فيه هو الشحن الطائفي المقيت فالكثير من الناس لا يعرف عن حياة الحسين وفضله ورحمته وتقواه في دين الله . أقول ألم يكن من الأفضل ان تستغل مثل هذه الشخصية الإسلامية لشحن همم الشباب في قيام المثل العليا للحسين ودفاعه عن دين الله ونشر التوحيد أليس من الأفضل التحدث عن أخلاق الحسين وحسن معاملته مع الناس ونشر أخلاقه بين الشباب والبنات فمن احب الحسين اتبع أخلاقهُ لا ما خالفها أو أخذ من الحسين ما يحلو له وترك الباقي منه . وفي هذا الموضوع احب ان اطرح سؤال لماذا البكاء على الحسين و اكثر المجيبين يقولون من اجل مصيبته وأنا أقول أن مصيبتكم اكبر فان الحسين قد ابتلاه الله فصبر وشكر وانتم اختبركم الله فكفرتم وتجرأتم على الله بكل شيئ بالله والدين وبنهج النبي وحاربتهم حتى الحسين لا تقول لي كيف فسوف أقول لك قارن أخلاقك مع أخلاق الحسين ودينك مع دين الحسين وانظر هل هنالك توافق ام اختلاف ولا تقرنها أمام الناس بل أمام نفسك بتجرد فسوف تعرف من اي الفريقين انت مع الحسين او ضده . وكثيراً من الناس من يحتج بحديث ام سلمة ( رضي الله عنها ) لبكاء النبي على الحسين أقول كم ضل النبي يبكيه وكم عام أعاد هذا الحالة وهل علي ( عليه السلام ) قام بها هل الحسن فعلها لا توجد هنالك رواية موثقة تتحدث عن هذا الأمر ولكن لاختزال شخصية الحسين الثائرة في وجه الظلم بما تحوي هذه الكلمة من معنى تمت هذه العملية فضل مقتل الحسين يذكر لمدة أربعين أو خمسين يوم مستمرة وعلى طول العام لأيام متفرقة ولكن لا احد يعرف غير قصة المقتل وهذه الغاية ضياع الأمر والهدف الحقيقي ضياع الدين واختزاله في شخصية واختزال الشخصية في قصة اكثر أحداثها مفربكة أن صحت فلا تعني للدين شيء فالكثير قد يحفض القصة ولا يستوعبها او يستوعب القصة ولا يعتبر بها والكثير من الناس لا يعرف من الإسلام لا القصة فلو سألته عن أول حرف بالقرآن ما هو سكت ولو سالته عن أصول الدين في الإسلام لما أجاب لان الدين قد تم اختزاله في قصة . لا اكثر من قصة