السلام عليكم....
من غرائب الأمور هو اصرار كثير من المسلمين على عصمة الأنبياء و الغريب اكثر اصرارهم على عصمة آدم (ع) ...بأعتباره اول الأنبياء... ورغم كل ما ذكر في القرآن عن معصية آدم لربه وخروجه من الجنة..
أنظر تفسير ابن كثير لقوله تعالى: (..وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ):
وبعد هذه الأية يتسائل البعض ..هل عصى ادم ربه؟ ثم يأتي بكلام و احاديث واستدلالات غريبة و النتيجة هي عكس الأية اي ان ادم لم يعصي ربه ولم يغوي!!!!....انظر تفسير ابن كثير:
وقوله " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " قال البخاري حدثنا قتيبة حدثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حاج موسى آدم فقال له أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ؟ قال آدم يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره الله علي قبل أن يخلقني - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فحج آدم موسى " وهذا الحديث له طرق في الصحيحين وغيرهما من المسانيد . وقال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني أنس بن عياض عن الحارث بن أبي ذئاب عن يزيد بن هرمز قال سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى قال موسى أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك ؟ قال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيا فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق قال موسى بأربعين عام قال آدم فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى ؟ قال نعم قال أفتلومني على أن عملت عملا كتب الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فحج آدم موسى " قال الحارث وحدثني عبد الرحمن بن هرمز بذلك عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ."
اي ان ادم لم يخطيء وانما كان امرا مقدرا!!!!!
اما الأيتين الكريمتين فتنقض عصمة المرسلين بالمطلق
"وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُون ،إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ"....
أذن ما معنى الأحتكام الى القرآن في هذه الحالة؟ اذا كانت الأية واضحة جدا لكن لايؤمن الناس بمقتضاها بل ايمانهم بالعصمة اكبر من ايمانهم بالقرآن ويحرفون الكلام لأثباتها...فكيف اذن بالأمور المشتبهة وكيف بأصحاب الديانات الأخرى الذين لا يؤمنون بالقرآن.
واثبات عصمة ادم هو فقط لأثبات عصمة الرسول واهل بيته وهذا بسبب الغلو الذي في النفوس وهذا يعني في الحقيقة امرين
1) اعطاء صفات الأله لبعض البشر حيث ان العصمة هي من صفات الله.
2)ان الذي يؤمن بالعصمة يعتقد ان الرسول ليس بشرا عاديا بل كان امرا خارقا عظيما منزها عن فكرة الخطأ... ولو كان الذي يؤمن بالعصمة معاصرا للرسول لما آمن به عندما يراه بشرا عاديا ولو اتاه الأن رسول جديد لما امن به ايضا لأنه يريد الرسول الذي في مخيلته.