بسم الله الرحمن الرحيم
((وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ۚ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا .))
الآية 6 من سورة النساء
التفسير :من كتاب المتشابه من القرآن لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي ،(الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965)
(وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى) أي اختبروهم في عقلهم ودينهم (حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ) وذلك في الخامسة عشرة من أعمارهم (فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا) معناه فإن علمتم منهم رشداً بالعقل وقدرتهم على حفظ مالهم (فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا) أي لا تأخذوا من أموالهم زيادة على ما تستحقّونه من الأجرة على رعي أغنامهم وخدمتها أو فلاحة في بستانهم أو حراثة في أرضهم و سقي زرعهم أو بناء دارهم أو غير ذلك من الأعمال التي تستحقّون بِها الأجرة على العمل . والخطاب لأولياء الأيتام (وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ) أي ومبادرةً لكبَرهم ، ومعناه لا تبادروا الأخذ بالكثير من أموالهم زيادةً على أجرتكم خوفاً من أن يكبروا فيذهب المال منكم ويعود إليهم وبذلك تغتنمون فرصة الوقت (وَمَن كَانَ غَنِيًّا) من أولياء الأيتام ، اي الأوصياء (فَلْيَسْتَعْفِفْ) عن أخذ أجرة العمل وأجره عند الله (وَمَن كَانَ فَقِيرًا) من أولياء الأيتام (فَلْيَأْكُلْ) أجرته (بِالْمَعْرُوفِ) لا يزيد ولا ينقص بل يأخذ من مال اليتيم أجرة على عمله كما يأخذ غيره من العمّال (فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) حين بلوغ الرشد (فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ) شهيدين أو أكثر كي لا يقع جحود بعد ذلك (وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا) أي محاسباً ومعاقباً فاحذروا عقابه يا أولياء الأيتام ولا تأخذوا من أموالهم ما لا تستحقّونه .