بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى [لَقَد كَانَ فِى قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِّأُولِى الأَلبَاب ](يوسف:111)
حدثني صديق أن ذات يوم انه كان له قريب جاء لزيارة احد أصدقائه في أحياء بغداد القديمة ولان هذه الأحياء معروفة بقدم بنائها( حيث انه فيها ما يعود ألى مئات السنين وكان سابقاً جزء منها سكنها يهود بغداد ومن عادة اليهود انهم يكنزون الذهب في دورهم فيبنون عليها الجدران أو يضعونها في سقوف الدور) وصادف إن صاحب الدار قد سكن احد دور اليهود والقديمة و حين جاءه الزائر لزيارته وكان بصحبته أبنه الوحيد و زوجتهُ نام هو وزوجته وابنه في أحدى الغرف وشاء الله أن يهدم في تلك الليلة سقف الغرفة وان يسقط على ابن الضيف فرداهُ قتيلاً ففزعت الأم لما حصل لأبنها ولكنها أحست أن الأب لم يكن مبالي لان الله عوضه في الحال بكنز من ذهب سقط على ابنه مع البناء فتقاسم الكنز مع صاحب الدار فغناهم الله بفضله وكرمه لان حالة الاثنين الضيف وأصاحب الدار كانت بائسة جداً وعوض الله على من فقد ولده بالبنين والبنات وعاش بعدها برغيد عيش .
هذه القصة ذكرتها لكي أسئل بعدها صاحب كل عقل لو انه صادف وان حصلت لك كارثة وبعدها بفترة زمنية قصيرة عوضك الله ما لم يستطيع عقل ان يتخيله انت وجل أهل بيتك فتخيل نفسك انت وجميع من تحبهم ويحبونك تعيشون في الجنة وليس فوق الجنة تصور ولا احد يستطيع تصورها مهمها وصفها او قال عنها او كتب فهي فوق الخيال ولا يتصورها احد فقد قال عنها النبي الأمين ( عليه السلام) في الحديث القدسي (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)
فتخيل فقط و تصور أن الحسين بن علي وأبيه وامه فاطمة وجده النبي وأخيه الحسن وأخته زينب وكل من يحبهم ويحبونه وارضي الله عنهم في هذا المكان هل سيكون الحسين عليه السلام حزين ؟؟؟ ولماذا يحزن ؟؟؟ أذا كان بالجنة وبين جميـــــــــــــــــــــــــــــــع أهله و أحبته وأصحابه ؟؟؟ لو كنت انت مكانه هل تحزن وعلى ماذا تسخط فهذا رضى الله قد ناله هل تحزن لو أن الله قدر رضى عنك وعن اهلك وجل أحبتك واهلك
فكر واشغل عقلك وترك المجال لعقلك أن يعمل دون توجيه أو مؤثر خارجي
والسلام عليكم