نيوتاون (الولايات المتحدة) - أ.ف.ب: خلال أقل من عشرين دقيقة قتل آدم لانزا، الجمعة، 20 طفلاً وستة بالغين، في مدرسة ابتدائية في مدينة نيوتاون في ولاية كونيتيكت، لتشهد هذه المدينة الصغيرة الهانئة إحدى أبشع المجازر الجماعية في تاريخ الولايات المتحدة.
كانت الساعة قرابة التاسعة والنصف صباحاً عندما ركن هذا الشاب البالغ العشرين من العمر سيارة والدته نانسي في موقف المدرسة وباشر تنفيذ مجزرة صدمت الولايات المتحدة والعالم ببشاعتها.
ولا يزال تسلسل الأحداث غير واضح تماماً ويعمل المحققون على تحديده لكشف ملابسات هذه الجريمة.
وتركز إطلاق النار في جانب من المبنى يضم الصفوف الابتدائية.
وبحسب صحيفة (نيويورك تايمز) فإن الشاب الذي وصل إلى المدرسة مرتدياً زياً عسكرياً لم يجد صعوبة في الدخول ما دامت المديرة داون هوشسبرينغ نفسها هي التي فتحت له الباب. فهي تعرفه منذ كان تلميذاً في المدرسة كما أنه ابن مدرسة سابقة.
إلا أن الشرطة عادت وأوضحت، السبت، أن الشاب "دخل عنوة" إلى المدرسة من دون أن تقدم تفاصيل حول هذه النقطة.
ولما سمع دوي أولى الرصاصات وبدأ صراخ الأطفال يملأ المدرسة توجهت المديرة ومساعدتها والمعالجة النفسية إلى خارج مكاتبهن لمعرفة ما يحصل. ونقلت وسائل الإعلام أن المديرة والمعالجة النفسية ميري شيرلا قتلتا برصاص الجاني في حين أصيبت مساعدة المديرة وتعالج في المستشفى و"وضعها جيد" بحسب ما قال المتحدث باسم الشرطة اللفتنانت بول فانس.
واستخدم الشاب آدم لانزا مسدسين وبندقية لتنفيذ جريمته وصب جام غضبه على صفين ابتدائيين حيث سقط غالبية العشرين طفلاً الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات.
وحاول المدرسون قدر مستطاعهم حماية الأطفال عبر إقفال أبواب الصفوف أو وضع التلاميذ في الحمامات.
وقالت الموظفة في مكتبة المدرسة ميري آن جاكوب، السبت: "كنت أقول للأطفال إن الأمر عبارة عن تدريب وأنا أحاول إخفاءهم من أمام القاتل".
ووصل عناصر الشرطة إلى المكان بعد دقائق وبعضهم كان في إجازة، بحسب ما جاء في بيان للشرطة.
وسرعان ما انتشر خبر الهجوم على المدرسة بين أهالي التلاميذ الـ700 الذين تضمهم مدرسة ساندي هوك فتوافدوا إلى المكان لتفقد أبنائهم.
واقتحمت فرقة تدخل تابعة للشرطة المدرسة عبر النوافذ وباشرت تمشيط المكان وإخلاء التلاميذ. ونقلت شبكة "سي.أن.أن" أن عناصر الشرطة عثروا على جثة آدم لانزا قرابة الساعة 9,50 ويرجح أن يكون انتحر.
وبعد دقائق سمع عبر مكبرات الصوت في المدرسة نداء يقول "الوضع بات آمناً الآن".
واستقبل مستشفى المدينة ثلاثة أشخاص بينهم طفلان توفيا متأثرين بجروحهما.
وتم على الفور تشكيل لجنة تحقيق وباشر عناصر من الشرطة الجنائية مسح المكان ويعمل المحققون على جمع كل المعلومات الممكنة لكشف ملابسات هذه الجريمة.
ولم يتم سحب جثث القتلى إلا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة.
وفي منزل آدم لانزا عثرت الشرطة على جثة والدته نانسي مقتولة. وتم استجواب الوالد المنفصل عن زوجته وشقيق الجاني على أمل معرفة دوافع هذه الجريمة.