بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً
فالحمد لله الحمد لله وسبحانه عدد ما قدر وهدى وانعم على العباد فاخرج لهم فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى والحمد لله على كتاب المنير والدليل القاطع القرآن العظيم
استوقفتني آيه من آيات الله في القرآن الكريم في سوره البقرة إلا وهي [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)]
و فهموها على أن الله قد جعل أدم خليفة له على الأرض ( وهذا يخالف ما أعتقد ) . والعجيب أن اغلب المسلمين رضوا واقتنعوا بهذا الرأي ولكن العجيب أن هنالك فئه ممن ينتمون للإسلام كذلك يحملون هذا الفكر ولكن ينكرون مسألة أن الرسول يترك خلفه الأمر بيد أنسان غير معصوم ( و أنا لا اعتقد بالعصمة للبشر) ويخلف على المسلمين من بعده من هو غير مؤهل للحكم و يحتمل الخطاء والصواب في الحكم و أنكروا هذا الأمر , فاحتملت عقولهم أن الله يخلف على الأرض من يفسد ويسفك الدماء ولكنهم لم يتصورا ان الرسول ترك الأمر دون أن يوصي بالأمر لشخص لا يخطأ ولا ينسى ( معصوم بكل صغيره وكبيره ) , فكيف قاسوا الأمر وكيف تصوره لا أعلم . أي اهم اقتنعوا بخليفة الله ( سبحانه وتعالى) يفسد ويسفك الدماء ولكن لم يتصوروا مجرد تصور ان النبي من يخلف بعده أنسان غير معصوم وقد يكون هذا الغير معصوم لا يفسد ولا يسفك الدماء ولكنه يخطأ ويذنب وينسى (فأنظر لهذا التصور ماذا يمكن لن يقال عنه ؟؟؟
أما ما اعتقده في تفسير الآية فأحمد الله الذي هداني ودلني بفضله على كتاب تفسير المتشابه للراحل ( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى أن شاء الله وتفسيرها هو
فالحمد لله الذي هدنا لهذا وما كنا لنهتدي لولا فضل الله علينا بالهداية والتوفيق لهذا الأمر
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) يخلف مَن مضى قبله من الأمم (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) كما فسدت الأمم الماضية 1 ، (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) ألا تكتفي بنا عبيداً (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) أي أنا أعلم أنّ أولاد آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء ولكن لي منهم نخبة وفيهم الكفاية فهؤلاء يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً ، ويريد بذلك الأنبياء والهداة . وقد سبق شرح هذه الآية في كتابنا (الكون والقرآن) .
هذا والله أعلم واكرم
والسلام عليكم