الصراع العربي الصهيوني: أزمة أوشكت على النهاية
منذ أن أعلن الصهاينة عن قيام دولتهم في فلسطين، بمساندة الدول الغربية، وخاصة أمريكا، انفجر الصراع بين العرب والصهاينة، فمنذ بداية عام (1948) م، وحتى الآن لم يُحسم الخلاف بين الطرفين، فمتى يُحسم هذا الصراع؟. شهد عام ( 1948) م، أول معركة بين العرب والكيان الصهيوني، وشارك فيها من الطرف العربي، جيوش الدول العربية، المجاورة لدولة الكيان الصهيوني، وأيضا الآلاف من المتطوعين من بلدان العالم الإسلامي، وأشهرهم جماعة الإخوان المسلمين، التي كان لها دور بارز في تلك الحرب. ونتيجة لعدم التنسيق بين الجيوش العربية، ووقوع أغلبها تحت نفوذ الدولة الأجنبية، ودعم الغرب للكيان الصهيوني، ومساندته بكل ما يحتاج إليه من عُدة وعتاد، انهزمت الجيوش العربية، مما أدى إلى كارثة التهجير الفلسطيني، وتشريد معظم شعبها، وتحولهم إلى لاجئين، وبعدها قامت دولة الكيان الصهيوني بالعدوان الثلاثي على مصر، مع جيوش فرنسا وإنجلترا، بعدما اتخذ الرئيس المصري جمال عبد الناصر قرارا بتأميم قناة السويس، ولكن قوة المقاومة المصرية واستبسالها أدت إلى هذا فشل العدوان عام (1956) م، لكن العدوان الصهيوني على العرب لم يتوقف، حيث شنت دولة الكيان هجوما مفاجئ علي مصر في عام (1967) م، وقامت القوات الجوية للصهاينة بضرب المطارات العسكرية المصرية، ودخلت قواته البرية أرض سيناء، وانسحب الجيش المصري بطريقة غير منظمة، مما أحدث به خسائر فادحة، واحتل الصهاينة قطاع غزة والضفة الغربية، وهضبة الجولان السورية، خلال ستة أيام فقط. وفي عام (1973 ) م، تلقت دولة الكيان هزيمة قاسية من الجيش المصري، وتم اقتحام خط بارليف الحصين، وأنهت تلك الحرب على أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، وكان لدعم الدول العربية ومساندته للجيش المصري، أثر بالغ في النصر، وتجرعت دولة الكيان مرارة الهزيمة، فهبت تستنجد بحلفائها من الغرب، وعقدت اتفاقية السلام بين مصر ودولة الكيان، وتطورت العلاقات بين العرب ودولة الكيان والتي تسعى إلى الخروج من عزلتها، واستغلال دول العربية في إقامة علاقات اقتصادية وسياسية معها، غير إنها لا تكف أبدا عن العدوان، فدخلت في حروب أخرى مع لبنان، وقطاع غزة، سعيا منها إلى فرض قوتها وهيمنتها علي العرب، فالخلاف بين الطرفين أساسي، فاليهود الصهاينة يرون أنهم الأحق بأرض فلسطين، وطرد شعبها، لذا فسوف يستمر هذا الصراع بين الصهاينة والعرب، إلى أن تسطر نهايته، وأرى أنها أوشكت، وأن الغلبة دائما تكون للأقوى، وقد استعد عدونا للمعركة الفاصلة، فهل نحن مستعدون؟!
منقول