اشتهر الفن المعماري في بغداد تاريخا بطراز الشناشيل وهو طابق علوي يشيد عادة من مادة الخشب وتتميز واجهاته بزخارف فنية تضفي على المبنى مسحة جمالية وما زالت الشناشيل ماثلة للعيان في بغداد حتى يومنا الحاضر ولكنها تعاني التدهور والاهمال والتآكل.
ان طراز الشناشيل المعماري خزين تراثي تميزت به بغداد على مر القرون وان الاعتقاد بان كلمة الشناشيل مشتق من المصطلح الفارسي وافضلها ان الشناشيل هي بمثابة نتوءات الى الخارج للدار يقبلها بالجانب الاخر بالجدار المقابل له ايضا نتوءات اخرى من قبل الشناشيل الاخرى وان الشناشيل تمنع اشعة الشمس من الدخول مباشرة والشناشيل هي تقارب اجتماعي ويتحقق ذلك عبر الشبابيك ذات المشبكات الخشبية البارزة على شكل مثلثات مسننة تمنع دخول اشعة الشمس وتمكن اهل الدار من النظر الى الخارج وليس العكس ما يؤمن نوعا من الخصوصية لاسيما بالنسبة للحريم وان الشناشيل اضفت على العلاقات الاجتماعية بين ساكني تلك الدور نوعا من التقارب والحميمية.
ان الشناشيل في دور بغداد القديمة الواقعة في ازقة ضيقة اصلا تجعل من الاقسام العليا لتلك الدور تقترب اكثر من بعضها البعض بمعنى ان الشبابيك في الطابق الاخر ستكون قريبة جدا الى بعضها وهذا يسهل عملية الالتقاء اساسا ما بين العوائل الساكنة فيها فاجتماعي تكون العلاقات حيميمة جدا كما ان هذه الشناشيل كانت توفر للمشاة في الازقة ظلا يقيهم من حرارة الشمس المحرقة ايام الحر وقد اسهمت البيئة المناخية التي تتميز بالحر الشديد في فصل الصيف في نشوء وانتشار الشناشيل الخشبية في بيوت بغداد وسهلت الشناشيل على سكان تلك الدور امر مقاومة الوطأة الشديدة للتعرض لاشعة الشمس المباشرة والتي تبلغ حد التوهج لساعات طويلة او لتيارات هوائية حارة بالاضافة الى ذلك فان مادة الخشب التي تشيد منها الشناشيل تسهم في التخفيف من وزن الابنية وهو ما يتلاءم مع ارض بغداد الطينية التي لا تتحمل الابنية الثقيلة والظروف المناخية ويد الاهمال قد اصابت الشناشيل بالتلف والدمار والخراب على مر الايام فضلا عن ذلك فان زحف العمارة الحديثة يشكل تهديدا جديدا ومتناميا للشناشيل وانقراضها.
اليكم بعض الصور
[IMG]http://www.******.com/up/20110425/kFH1o-38yG_931504259.jpg[/IMG]