المعروف من القرآن الكريم ان كفار قريش كانت تعبد الملائكة بالأضافة الى عبادتهم لهبل و العزى ومناة وباقي الأصنام....اذن مالفرق بين االعبادتين؟
(إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ...والعباد في هذه الأية هم الملائكة الذين عبدتهم قريش.
وقال تعالى: ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير).
الفرق بين عبادة الأصنام وبين عبادة الملائكة ، ان الملائكة هم عباد الله الصالحون ، وليسوا مجرد حجارة لا تسمع ولاتعقل، وبعض من قريش اعتبر ان الملائكة قد سكنت الأصنام فهو يعبدها ولايعبد الحجارة.
اذن كيف يسمى عمل قريش للملائكة عبادة ؟وما الدور الذي نسبوه الى الملائكة؟ وماهي الأعمال التي اعتبرها الله تعالى عبادة للملائكة؟
قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)..
كانت قريش تعمل الأعمال الى الملائكة ابتغاء الشفاعة بتثبيت القرآن الكريم الذي سمى هذه الأعمال شركا بالله، ولا يوجد اي مصدر اخر يختلف مع هذه الحقيقة.
اذن انتبه عزيزي المسلم:
الملائكة هم عباد الله الصالحون ، لو عملت لهم اعمالا من نذر او أطعام طعام او صدقة او توكل او تسبيح ابتغاء لشفاعتهم عند الله تعالى فهو شرك بالله حتى لو لم تسمهم آلهة من دون الله ، وينطبق الأمر على جميع عباد الله الصالحين .
فأذا كنت تعلم هذا الأمر ، فلا تعمل اي عمل لأي عبد صالح من نبي او ولي او امام او شيخ ابتغاء لشفاعتهم ومن ثم تقول اني لا اجعلهم مع الله شركاء ولا اقول عنهم الهة من دون الله . فلا فرق بين النبي والأمام وبين الملائكة فهم ايضا عباد الله الصالحين توفاهم اليه وادخلهم جناته وليس لهم هناك الا نعيم مقيم .
فكم من نبي اوإمام صالح نرى الناس تعمل له الأعمال ابتغاء لشفاعته وقربه الى الله تعالى فيغضبون الله تعالى الذي لايرضى معه شريك قال تعالى: ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) ، وقال تعالى في سورة النساء {وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} ؛ فإن شئت أن تكون من الموحّدين فاجعل أعمالك خالصةً لوجه الله لا تشرك بِها أحداً من الأنبياء والأولياء : فلا تنذر للأنبياء والأئمة والمشايخ فإنّه إشراك ، ولا تستعِنْ بِهم عند قيامك وقعودك فإنّه إشراك ولو تقول يا محمّد فأنه اشراك. و لاتتوكل على غير الله و لا تسال او تدعو احدا من دون الله تعالى فأنه لا يقبل سوى الأعمال الخالصة .