بسم الله الرحمن الرحيم
قد لجـأ المحرفون إلى عدة وسائل في التحريف منها أنهم تعمدوا وضع إضافات للنص المطبوع، وجعلت هذه الإضافات في أقواس للدلالة على عدم وجودها في أقدم المخطوطات المعتمدة ، وأنها إضافات تفسيرية .ثم وفي طبعات أخرى اختفت الأقواس ، وأصبح ما بين الأقواس جزء من النص المقدس ، وفي طبعات أخرى تم حذف الأقواس وما بينها، فأي هذه النصوص كلمة الله ؟ ومن الذي يحق له أن يزيد وينقص في الكتاب المقدس؟
وأهم أمثلة تحريف الطبعات قاطبة ما جاء في رسالة يوحنا الأولى " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الأب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم ، والثلاثة هم في الواحد " ( يوحنا (1) 5/7 - 8 ) والفقرة الأولى التي تتحدث عن شهود السماء غير موجودة في النسخ القديمة ، كما أنها غير موجودة في جلسات المجمع النيقي .
والنص موجود في سائر تراجم العهد الجديد المطبوعة بعد القرن السادس عشر الميلادي ، ولا يخفى أن إضافة هذا النص كان لتثبيت عقيدة التثليث التي تفتقر لمثل هذا الدليل القوي في دلالته .
وقد اعترف محققو النصرانية بإلحاقية هذا النص ، ومنهم كريسباخ وشولز ، وهورن المتعصب، وجامعو تفسير هنري ، واكستاين ، والقس فندر ولوثر الذي حذف النص من ترجمته.
وقد كتب إسحاق نيوتن رسالة بلغت خمسين صفحة أثبت فيها تحريف هذه العبارة التي بقيت في سائر الطبعات والتراجم بلغات العالم المختلفة إلى أواسط هذا القرن .
وكانت بعض الطبعات العربية قد وضعتها بين هلالين لتدل على عدم وجودها في المخطوطات القديمة كما في ترجمة الشرق الأوسط 1933م ، لكنها موجودة بدون أهلة في سائر التراجم العربية سوى ترجمة الكاثوليك العربية ، فإنها أزالتها وأشارت إلى خلو الأصول اليونانية عنها.
وفي عام 1952م أصدرت لجنة تنقيح الكتاب المقدس - المكونة من اثنين وثلاثين عالماً نصرانياً يساندهم أتباع خمسون مذهباً مسيحياً - أصدرت نسخة ( r. S. V ) ، أي النسخة القياسية المراجعة، وكان هذا النص ضمن ما حذفه المنقحون ، لكن هذا التنقيح لم يسرِ على مختلف تراجم الإنجيل العالمية
ومن النصوص المهمة أيضاً التي تعرضت لتحريف الطبعات ، النصان الوحيدان اللذان يتحدثان عن صعود المسيح للسماء في خاتمة مرقس 16/19 ، ولوقا 24/51 وقد حذف النصان من ( r. S. V) عام 1952م وبقي في سائر التراجم العالمية.
ثم في 1971م عرض أمام اللجنة ( المنقحة ) طلبات عديدة قدمها اثنان من الأفراد ، وطائفتان دينيتان ، ونتيجة لهذه الطلبات تم إعادة نص التثليث وخاتمة مرقس 16/9 - 20 ، ولوقا 24/51 في طبعة ثانية صدرت أيضاً تحت اسم ( r. S. V ) .