بسم الله الرحمن الرحيم
اغلب الاحيان وفي الحوارات بين المسلم والنصراني وعندما يثبت المسلم نقطة باستشهاده بفقرات من الكتاب المقدس ، وعندما لا يستطيع النصراني أن يُفند حجته - يكون السؤال الذى لا مفر منه دائماً: (( هل تؤمن بأن الكتاب المقدس كلام الرب؟)) ــ في الحقيقة قد يبدو السؤال بسيطاً ولكن الإجابة بنعم أو بلا ليست ممكنة ، فمن الضروري ان يشرح المرء موقفه قبل الاجابة. ولكن النصراني لا يعطيه هذه الفرصة فسرعان ما يفقد صبره فيصر: (( اجب بنعم او بلا ! ))
ولقد فعل اليهود نفس الشيء بعيسي (عليه السلام) منذ ألفي عام.
والسؤال الماثل أمامنا الآن هو: (( هل تؤمن بأن الكتاب المقدس كلام الله)) ، وهو عادة ما يكون في شكل تحدٍ ، فالسائل لا يبحث هنا عن تنوير بل عن مناقشة و مناظرة . وهنا يكون لنا الحق ايضاً أن نسال بنفس الطريقة(( عن أي كتاب مقدس تتحدث))؟ فيرد مغمغماً: (( لا يوجد إلا كتاب مقدس واحد طبعاً) !!!؟
لكن رغم ادعائه الغير صحيح الذي يقضي بوجود كتاب مقدس واحد فقط يحق لنا ان نوضح له انه لا يجود كتاب مقدس واحد بل عدة كتب وهي كالتالي
-كتاب الكاثوليك: نص (( دووي)) DUOAY للرومان الكاثوليك وأسال ، (( هل تؤمن بأن هذا الكتاب هو كلام الله)) ؟
طُبع كتاب الرومان كاثوليك في ريمز عام 1582 من اللاتينية ، واعيد طبعه في دووي عام 1609 ، وبذلك تكون نصوص الرومان كاثوليك هي اقدم نصوص مطبوعة يمكن شراؤها اليوم .و بالرغم من قدمها إلا أن البروتستانت يرفضون هذه النصوص لأنها تحتوي على سبعة كتب إضافية يسمونها ( الابوكريفا Apocrypha) : أي الكتب المشكوك في صحتها ، وقد اغفل الجميع ما جاء في رؤيا القديس يوحنا ( 22 : 18 -19) ((... من زاد شيئاً على هذه يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب . ومن اسقط من كلمات هذه النبوة يسقط الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة و مما كتب في هذا الكتاب )) .ولكن من يهتم بذلك ! فالبروتستانت كانت لديهم الجرأة بحذف سبعة اسفار من كتاب ربهم ، وهم: سفر طوبيا ، سفر يهوديت ، سفر استيرن ونبؤءة باروك ، الــخ ...
-كتاب البروتستانت :
وقالها السيد ونستون تشرشل عن نص النسخة المفوضة التي تدعى نص الملك جيمس عند البروتستانت : (( طبعت النصوص المفوضة من الكتاب المقدس عام 1611 بإرادة وامر من صاحب الجلالة الملك جيمس الأول ، الذي نجد اسمه على هذا الكتاب الى يومنا هذا)) .
وهذه النصوص طبعت لأول مرة عام 1611 ، ثم عُدلت عام 1881 فسميت بالنصوص المنقحة ، ثم نقحت أكثر وسميت ال R.S.V. عام 1952 ، ثم أعيد تنقيحها عام 1971:
والعاقل يفهم لماذا تم تنقيحها .
ففي الصفحة الثالثة من مقدمة النسخة المنقحة نقرا:
(( إن نسخة الملك جيمس قد اطلق عليها (( انبل إنجاز في النثر الانجليزيي)) . فمراجعوها عام 1881 أعجبوا ببساطتها ، وسُمُوّها ، بقوتها ونغماتها المرحة ... وإيقاعها الموسيقي وتعبيراتها اللبقة ، فقد دخلت في تكوين خصائص المؤسسات الحكومية في الدول المتحدثة باللغة الانجليزية ، ونحن مدينون لها كثيراً).فهم يقولون في نفس الوقت: (( ولكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جـــداً ... وإن هذه العيوب و الاخطاء عديدة و خطيرة مما يستوجب التنقيح في الترجمة الانجليزية )) .
هذه هي اراء العلماء المراجعين الذين يعتبرهم العالم النصراني من ارفع المقامات في عالم اللاهوات.
فأي كتاب تقصد ؟؟
منقول بتصرف .