لقد اختلفت النصارى في المسيح فقال بعضهم هو رسول من الله ، وقال بعضهم هو ابن الله ، وقال آخرون هو الله ، وقال غيرهم هم ثلاثة آب وابن وروح القدس والثلاثة هم واحد ، كما أنّ الإنسان مقسّم من جذع ورأس وأطراف ولكن هو واحد .
وقد كنّى المسيح نفسه ابن الإنسان ، فإذا تصفّحت الإنجيل تجد تكرار ابن الإنسان في عدّة صفحات وهي كناية المسيح ، وإنّما كنّى نفسه بابن الإنسان لئلاّ يقولوا أنّه إبن الله ، حيث كان يعلم ذلك . وقد جاء في التوراة ما يفنّد أقوالهم ويثبت أخطاءهم وذلك في الاصحاح الثالث والعشرين من سفر العدد قال الله تعالى (ليس الله إنساناً فيكذب ولا إبن إنسانٍ فيندم ) فلمّا كان مفهوماً وثابتاً عند المسيحية بأنّ كناية المسيح هي إبن الإنسان ، أفلا يلتفتون إلى هذه العبارة وينتبهون إلى أغلاطهم مع أنّهم يؤمنون بالتوراة ويعترفون بِها ، فهل يريدون كلمة توضّح لهم أكثرمن هذه الجملة ، وهي قول الله تعالى (ليس الله إنساناً فيكذب ولا إبن إنسانٍ فيندم ) ؟
--------------------------------------------
المرجع كتاب المتشابه من القران لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي
http://www.quran-ayat.com/shabaha/3.htm#79