بغداد (رويترز) - كان الحراس يقومون بالتعداد المسائي لنزلاء سجن ابو غريب بعد وجبة العشاء حين انطفأت الاضواء فجأة لتبدأ اكبر عملية اقتحام ينفذها مسلحون عراقيون خلال السنوات الخمس الماضية.
وفيما كان السجناء يضرمون النيران ويشرعون باعمال شغب في الداخل بدأ مسلحون هجوما بقذائف المورتر من الخارج. وقاد انتحاري سيارة مفخخة ليفجرها عند البوابة الرئيسية للسجن ويفتح الطريق لاقتحامه.
وعندما نجحت قوات الامن العراقية بمساعدة طائرات هيلكوبتر في استعادة سيطرتها على الموقع في الساعات الاولى من صباح اليوم التالي كان اكثر من 500 سجين مدان بينهم قياديون كبار بتنطيم القاعدة قد وجدوا طريقهم للفرار. واثار هذا قلق الشرطة الدولية (الانتربول) التي وصفت عملية فرار السجناء الجماعية بأنه خطر كبير يهدد الامن العالمي.
بعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الامريكية معلنة أن مهمة استعادة السلام اكتملت أو كادت تكتمل لم يعد العراق بلدا يتعامل مع تلك الهجمات المحدودة التي تحدث عادة بعد الصراعات بل عاد مرة اخرى منطقة صراع طائفي كامل تسيطر فيها قوى مسلحة على اراض وتقتل مدنيين.
فبعد اسبوع واحد على حادثة اقتحام السجن تسارعت وتيرة الهجمات وشهدت البلاد تفجير 17 سيارة مفخخة ا وادت الى مقتل ما لا عن 60 شخصا في يوم واحد.
احد هذه التفجيرات كان في مدينة الصدر في بغداد حيث اوقف سائق شاحنته الصغيرة قرب تجمع للعمال وادعى انه بحاجة الى عدد منهم وما ان دخلوا الشاحنة حتى فجرها عن بعد.
قال يحيى علي احد العمال الذين كانوا في المكان في ذلك اليوم "هل يمكنك رجاء ان تخبرني لماذا يستهدفون العمال... كل ما يريده هؤلاء هو الحصول على طعام لعوائلهم."
وأخيرا أقرت وزارة الداخلية في بيان أصدرته بشيء يدركه معظم العراقيين منذ فترة حين قالت "البلد حاليا يواجه حربا مفتوحة تشنها قوى طائفية تسعى لاغراق البلد في الفوضى."
عملية اقتحام سجن ابو غريب كشفت ان القوات العراقية التي دربتها وسلحتها واشنطن وصرفت عليها 25 مليار دولار تقريبا ويتجاوز قوامها المليون عنصر امني غير قادرة على مواجهة اعدائها الذين تغلبوا يوما على الولايات المتحدة بكل ما أوتيت من قوة.
ويقول توبي دودج بكلية لندن للاقتصاد والذي ألف العديد من الكتب عن العراق "على الرغم من أن الجيش العراقي لديه العدد والعدة والقدرة فإنه يظل قوة غير متماسكة عاجزة عن التنسيق بين عملية جمع المعلومات واتخاذ الإجراءات