عادة ما تطلق الناس الأسماء على فئة معينة لتمييزها عن باقي الفئات ، حيث يتشارك ابناء الفئة المعينة نفس الصفات او الأفكار. و التعريف السائد والدارج عند الناس لهذه الطوائف هو كما يلي:فمثلا من يقر بالقرآن و لكنه لا يعترف بالسنة لا يسمى سني (ومن يرفض السنة المروية بشكل مطلق ويعتمد على فهمه وتأويله الخاص للقرآن يسمى في الوقت الحالي قرآني) .
- المسلم عند الناس هو من يقول الشهادتين و يقر بالقرآن و اركان الأسلام.
- يطلق اسم السني على كل مسلم يقر بالقرآن والسنة المروية عن رواة معينين و معروفين.
- يطلق اسم الشيعي على كل مسلم يقر بأمامة علي بن ابي طالب و يتبع احد فروع الفقه الشيعي.
فمن يتفكرقليلا ويتجرد من العاطفة و يحكم العقل ويجعل الهدف هو ايجاد واتباع مايريده الله ، بدون الأنجرار وراء احاسيس يخادع الأنسان بها نفسه ، سيجد بوضوح ان كل هذه التسميات لم ينزل الله بها من سلطان ، ويجد بوضوح ايضا ان الأغلبية من اهل هذه الطوائف هم في ضلال وقد غزى عقولهم الشرك و المغالاة، وبالتالي يكون التبريء من الطائفة الضالة اقرب للتقوى.
- الشيعة في اصلها هي حركة سياسية تدعو الى خلافة علي بن ابي طالب و اولاده و لم تقل بعصمتهم او تعظيمهم . اما الشيعة المعروفة والمنتشرة بالعالم الأسلامي فهي الشيعة الأمامية الأثني عشرية ، والتي تؤمن بأمامة و عصمة اثني عشر اماما ، وهي في حقيقة الأمر امتداد الى حركة قديمة تسمى "العلي لاهية" كانت تدعو الى اعتبار علي بن ابي طالب إلها.
- فمن يقول " انني شيعي " في الوقت الحالي فيكون المعلوم و المفهوم عنه انه من الشيعة الأمامية المغالية. وكثيرا ما تتحول المغالاة الى اعمال شركية واضحة جداً.
- ومن يقول "انني سني" فيكون المفهوم عنه انه يؤمن بصحيح البخاري كما يؤمن بالقرآن تقريبا. وكثيرا ما تحتوي الأحاديث المروية و خاصة في البخاري على امور كثيرة خاطئة وتتعارض بوضوح مع القرآن الكريم في امور تمس العقيدة.
- يتمادى " القرآنيون" كثيرا في تفسير وتأويل الأيات المتشابه للقرآن التي لا يعلمون تفسيرها و الأولى بهم هو العمل بمحكم القرآن و ترك متشابهه الى الله تعالى وهو الذي يبينه للناس فييصبح عندها محكماً واضحاً.
والقصد انني بريء من الشيعة لأنهم في غالبيتهم ضلال و اني بريء من السنة لأن غالبيتهم قد ضلت ايضا ، فهل نبريء من الأسلام اذا ضل غالبية المسلمون؟ والجواب هو لا ، لأن تسمية الأسلام ليست من الناس وانما من الله فمن يضل عن الأسلام يضل على نفسه و لا يغير من صحة الدين شيء ، اما تسميات الناس فتعكس اعتقادات معينة نبريء منها ونتركها اذا كانت ضالة.
سيتسائل الأنسان في نفسه( او يثير الشيطان ذلك في نفسه) : هل من المعقول ان كل هذه الناس في طائفتي هم على خطأ ؟ فأعلم عندها ان الله قد ذم الكثرة و امتدح القلة ولم يمتدح الكثرة في اي موضع من مواضع ذكرها في القرآن الكريم ، ويتبن هذا بسهولة عند البحث عن كلمة كثير و كلمة قليل في القرآن الكريم..فلا تطع سبيل اكثر من في الأرض ، وانما ابحث عن الحق حتى لو كان به قليل الناس.
قال تعالى:"وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ".