لقد ربطت دول بعينها مصيرها بظهور المنقذ المسيح المنتظر او المشيخا او المهدي ومع أن المصطلحات ثلاث والعقائد الا ان الفكرة واحدة و ثلاثتهن في الحقيقة من رحم الديانات السماوية الثلاث واصل الفكرة هي :
أن الشرك ينتشر في هذه الديانات السماوية الثلاث مما يستوجب أن تعطى هبة من الله المنان لأهل اخر الزمان لتصحيح مسار الدين والعقيدة والاعتقاد بالله الواحد الاحد في التوحيد والتقديس والطاعات وتصحيح مسار الكتاب مما لعبت به ايد البشر في شقيه : التنزيل والتأويل وفك رموزه العصية المتمثلة في كيفية خلق الكون وأسرار عالم الروح وتفسير الأيات المتشابهات والرد على أهل الالحاد وشرح التوحيد شرحاً جلياً واضحاً لا لبس فيه ونبذ الشرك
وإيضاح التزوير في الكتب السماوية ثم يكون ختامها مسك بتفسير شامل كامل ومعجز يتحدث فيه المنقذ بوحي من الله عن حقائق التأويل في الوحي والتنزيل .
هذه هي النظرة الخلاصية لمهمة المنقذ .ثم ظهرت ثلاث دول ربطت تأسيسها ووجودها بفكرة المنقذ وسنذكرها حسب تاريخ ظهورها :
1-بطريركية روما : سميت الفاتيكان وتعاقب عليها رجل يلقب بالبابا ومهمته الحفاظ على العقيدة المسيحية و تسليم الكرسي الرسولي إلى السيد المسيح حين ظهوره بصفته المنقذ في هذه الديانة و التي تعتبر ان الإنجيل هو الكتاب الحق و أن الطائفة الكاثوليكية هي صاحبة الحق المطلق في مسك زمام المبادرة في القيادة و الريادة و الممثل الوحيد للعقيده المسيحية و ستسلمهم هذا الحق حال ظهوره علما ان هذه العقيدة تقول ان الله و المسيح و الروح القدس ثلاثتهم واحد و تسمى نظرية الثالوث و هذه هي رؤيتها للتوحيد.
2-اسرائيل : أنشأت عام 1948 بدعم من الدول المسيحية و الغرض منها دعم نبوات العهد القديم في أعادة بناء هيكل سليمان و تحقيقا لنبؤات الكتاب المقدس في تحقيق وعد الله بتوريث بنو إسرائيل الأرض الموعودة و ان يكون نسلهم فوق الأمم و ان تكون بقيت الأمم عبيد و خدم لهم لانهم شعب الله المختار في نظرة عنصرية لا تمت لروح الدين السماوي.
3- جمهورية أيران الإسلامية :و يطبق فيها نظام ولاية الفقيه التي بموجبها يكو المذهب الجعفري الاثناعشري هو القائد والحامي للعقيدة الإسلامية في أيران لتكوين دولة لتكون نواة للدولة المهدوية التي تطالب بإعادة حق اهل البيت المغتصب في الحكم والأحقية لأبناء الامام علي (عليه السلام) في الحكم وعلى باقي المسلمين اتباع هذه النظرية الاسمى من وجهة نظرهم وان تكون ولاية علي و أبناءه المعصومين التسعة عمود العقيدة الإسلامية التي ليس لها سند في كتاب الله الا من تاويل علمائهم فحسب ومن لايؤمن بالولاية ليس له من الإسلام او الايمان من شيء .
اما دعوة المهدي الحق فهو عودة الناس إلى كتاب الله في التوحيد والسير على دستور واضح هو القران حيث الناس متساوون امام الله وليس ثمة عنصرية او عرقية أو طائفية وكما الله تعالى (أن أكرمكم عند الله اتقاكم )
وإلغاء المذاهب وأحقاق العدل والأنصاف ونبذ الظلم والعادات الشركية السيئة وان لا يعلو فوق عهد الله عهد
فدعوة المهدي ليس لإقرار الأقانيم الثلاث وليس ليسود بنو إسرائيل ويكون باقي الناس عبيد لهم لانهم شعب الله المختار كما يزعمون وليس لأنهم أبناء إبراهيم ( عليه السلام) فالايمان لايورث بل يكتسب بالعمل الصالح ولا لتقديم ابناء علي (عليه السلام) ابنعم النبي ع في الحكم لان الدين ليس ملكا وعرش لتتناوب عليه الذراري بل دعوة لله يتشرف بها الصالحين ولا يسألون أجرا( اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ )
والسؤال هو (إي مازق ستكون فيه هذه الدول الثلاث حين ظهوره وهو ليس أقنوميا او عنصريا او طائفيا)