الاستقلال / خاص لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إجراءاتها المشددة بحق المسجد الأقصى من خلال عمليات الاقتحام المتكررة من قبل الجماعات المتطرفة مروراً بمنع الرجال ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من شد الرحال إليه والصلاة فيه، وصولا لمنع طالبات مصاطب العلم من دخوله, وإجبار شرطة الاحتلال كافة كبار السن من النساء والرجال الذين يريدون الدخول إلى الأقصى بتسليم هوياتهم علىالأبواب منذ يوم الثلاثاء الماضي، الأمر الذي حوله لشبه خال من المصلين ، ويأتي هذا وسط خشية المواطنين من أن يكون ذلك مقدمة لفرض التقسيم الزماني في المسجد وتخصيص فترات الصباح لاستباحته من المستوطنين. هذا ومنعت شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الأقصى، حوالي 200طالبة من طالبات مصاطب العلم من دخول المسجد الأقصى، حيث تطالب بتسليمهوياتهن الشخصية على الأبواب، كما نصبت متاريس حديدية بالقرب من بوابات المسجد المبارك للتدقيق في بطاقات المواطنين.
كما اقتحم العشرات من المتطرفين اليهود، الثلاثاء الماضي، المسجد الأقصى المبارك،بالتزامن مع إغلاق أبوابه أمام المسلمين، تجسيدا للتقسيم الزماني للأقصى، خلالالفترة الصباحية، وكان من بينهم عضو الكنيست ميخائيل بن آري، والحاخاميهودا غليك، الذي تعتمد اقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر برفقة مجموعات متطرفة، وحرص خلال جولته على تقديم شروحات عن الأقصى بأنه الهيكل المزعوم.
وأعرب المتطرفون عن فرحتهم لاقتحام المسجد الأقصى، ومنع المسلمين مندخوله، وعبروا على مواقع التواصل الاجتماعي- عن شكرهم لدور الشرطة التيوفرت لهم الحماية لاقتحام الأقصى.
وكانت منظمات الهيكل المزعوم ممثلة بـ "اتحاد جماعات الهيكل" قد وزعت دعوات تحث فيها جميع اليهود على اقتحام المسجد الأقصى، خلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس احتفالاً بعيد العنصرة عيد "شفوعوت".
إفراغ الأقصىاستهجنت أم إيهاب الجلاد إحدى المقدسيات والمشرفات على مصاطب العلم بمؤسسة عمارة الأقصى ما قامت به قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين من منعها وباقي طالبات العلم من التواجد داخل المسجد الأقصى, إضافة إلى سحب بطاقاتهم الشخصية, مؤكدة على أن هذا الإجراء تهدف من ورائه سلطات الاحتلال إلى ممارسة أسلوب التخويف وإفراغ المسجد من المقدسيين .
قالت الجلاد خلال حديثها لـ" لاستقلال":" إن شرطة الاحتلال عمدت منذ صباح الاثنين الماضي على منعنا من الدخول المسجد الأقصى, لعقد الدروس وحلقات العلم للطلاب خاصة أننا مقبلون على فترة الامتحانات, في المقابل سمحت للمستوطنين بالدخول لتأدية طقوسهم الخاصة بمناسبة عيدهم المزعوم" .
وبينت أن النساء والطالبات بقين أمام باب مركز "القشلة" التابع لقوات الاحتلال, تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة بانتظار أخذ بطاقاتهن الشخصية المصادرة ولكن دون فائدة, فضلا عن الاعتداء عليهن بالشتم والضرب.
تقسيم زماني ومكانيمن جهته، أوضح خطيب المسجد الأقصى ناجح بكيرات أن الأقصى بات اليوم مغلقاً بوجه المسلمين ومستباحاً من قبل المستوطنين المتطرفين، مشيراً إلى أن شرطة (إسرائيل) هيآت كافة الظروف لدخول المتطرفين إلى الأقصى واستباحته خلال عيدهم، وما نشهده اليوم هو "التقسيم الزماني للأقصى" وبإشراف من حكومة الاحتلال.
وقال بكيرات في حديثه لـ"الاستقلال" :"اليوم تنفذ سلطات الاحتلال مخطط التقسيم الزمانى والمكاني, بفعل عدم وجود مواجهات وتصدٍ لعمليات الاقتحام شبة اليومية, جراء حملة الاعتقالات الكبيرة في صفوف الشباب وانشغال الطلاب بالامتحانات ومنع أهله كافة من دخوله".
وأضاف " شرطة الاحتلال حولت الأقصى إلى ثكنة عسكرية, ووضعت الحواجز على بعد 200متر من بواباته ومنعت الرجال دون 50عاما وطالبات مصاطب العلم من التواجد فيه"..
سابقة خطيرةواعتبر ما يجري بالمسجد الأقصى اليوم سابقة خطيرة ويدلل على أن المسجد مستباح من شرطة الاحتلال , لافتا إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ المسجد الأقصى يكون عدد المتطرفين الذين يقتحمون المسجد الأقصى أكثر من أعداد المسلمين حيث تجاوز عددهم 400 متطرف, فلم يسمح لغير العاملين بالأوقاف الإسلامية بالتواجد فيه.
وطالب بكيرات حكومة التوافق الجديدة ان تعي مدى خطورة ما يجري بالأقصى ووضع خطة للنظر إليه والقيام بأفعال على أرض الواقع للرد على هذه الإجراءات لمواجهة المخطط الصهيوني الخطير، ورفع المعاناة والظلم عنه.
وطالبت المؤسسات المدافعة عن الأقصى جميع أهالي القدس والداخل الفلسطينيالمحتل، والشباب والشيوخ والنساء والأطفال، بالتوجه إلى الأقصى،لإفشال مخططات الصهاينة في تنفيذ الحج الجماعي خلال عيد الأسابيعالتوراتي.