كثير من الأحيان نسمع أو نقرأ بعض العناوين والمقالات و المنشورات الرنانة عن دعوات التقارب بين الليبراليين ومن يسمى بالإسلاميين ألى التقارب ,,, أو بين دعاة الديانات الأخرى مثل الديانة النصرانية أو اليهودية وهو ما يسمى بمبدئ حوار الأديان أو حوار الحضارات لكن أنا هنا أود أن اطرح تسائل بسيط على ماذا ممكن أن نتحاور أو نتقارب هل من المعقول ان نتقارب على ثوابت الأمة او المجتمع الإنساني مثلا تعال لا نتحاور أو نتقارب لنتفق على معنى الصدق أو وكيف نتعرف على نقيضه او تعال نتفق على معنى السرقة او الغش وما هو معنى الأمانة فكل هذا من غير المعقول لان هذه الأمور و المعاني مفهومة ومعلوم لدى جميع الشعوب وان كان هناك فرق باللغة او المصطلح لكن المعنى الجوهري متقارب وان كانت هناك فوراق ثقافية بالنسبة للشعوب فهي ليست عالية أو متباينة,, أذن يجب أن يكون التقارب على شيء عالي التباين والفروق تكون فيه واضحة بالنسبة لأصحاب للحضارات أو أصحاب الديانات السماوية على الأقل ولكن هنا يأتي السؤال على ماذا يجب ان نتقارب او نتفق مثلاً ؟؟؟
ولو فرضنا جدلاً أن نحن اتفقنا على التقارب خطوة لخطوة نحن سنعطي للمرأة حريتها ولا نجعل الحجاب من الدين او ليس فروض على المرأة وأن الله لم يفرضهُ عليها الطرف الأخر ماذا سيقدم ولو فرضنا جدلاً أيضاً أننا اتفقنا أن نشرع قانون يمنع فيه الزواج بأكثر من واحدة انت ماذا ستقدم ولو قلنا أنه لا داعي ان يقال او ينقل كلام الله عبر المحطات الفضائية انت بماذا ستتقرب هل ستتقرب لي بانحلال المرأة واستغلالها جسدياً وجعلها سلعة رخيصة وهي من هي امك او أختك او زوجتك ( شرفك) وإذا ستقدم لي بدل الزواج الشرعي بالخليلة أو الصديقة او العشيقة وإذا منعت كلام الله أن ينقل او يدرس في الدارس او أن ارفع عنه بعض السور التي لا تعجب هذا الطرف او ذاك ماذا ستقدم بديلاً عنه الأغاني الماجنة أو الحفلات الصاخبة
بماذا سنتقارب وعلى ماذا نتحاور على شرع الله وحرماته قد يكون من الممكن ان نتحاور على منفعة تجارية علمية تبادل ثقافي منهجي لكن ليس من المعقول أن أتحكم أو أغير بشرع الله قد شرعهُ لنا في كتابه و العملية كلها عبارة عن تلاعب بالمسلمين و بعقيدتهم ولهذا أن فكرة التقرب هي أكذوبة ولعبة على شرع الله ودستوره [ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الۡمُؤۡمِنِينَ وَالۡمُؤۡمِنَاتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُوا فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ الۡحَرِيقِ ] (البروج10 ) أ و ليس من الفتن كل هذا الذي نمر به من حروب وأزمات مفروضه علينا من قبل الغرب والدول الحليفة له أو المنضوية تحت جناحه و كل هذه الدعوات ألى التعري و الإباحية والزندقة أو الدعوة ألى اللا دين أو دين الحب كما يحلو للبعض ان يسميه وبكل الوسائل والطرق هي الحرب على شرع الله [ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمۡ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ اسۡتَطَاعُوا۟ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوۡلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَالُهُمۡ فِى الدُّنۡيَا وَالآخِرَةِ وَأُوۡلَٰـئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ ] ( البقرة217 ) فالحرب بكل الطرق والحيل قائمة ومستمرة على دين الله وشرعه ولكن [ يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِؤُوا۟ نُورَ اللّهِ بِأَفۡوَاهِهِمۡ وَيَأۡبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوۡ كَرِهَ الۡكَافِرُونَ ]( التوبة 32) فاذا كانت هذه فكرة التقارب فأف لكم وكل أف ألى هذه الدعوة ألى الانحلال الأخلاقي