عندما نقرأ قوله تعالى:
"إن علينا جمعه وقرآنه ( 17 ) فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ( 18 ) ثم إن علينا بيانه ( 19 )"
سنجد ان الله حقق اﻷمرين اﻷولين ، "جمعه وقرآنه" فقد جمع الله القرآن في صدر النبي كاملا .وأيضاً نجد الآن في كل البيوت قرآناً واحد مجتمعا يتفق على صحته المسلمون. ولكن ماذا عن قوله تعالى "ثم ان علينا بيانه" ، فالواضح من هذه الآية ان بعد مدة من الزمن سيكون القرآن بالكامل بيّناً لا أختلاف عليه .
و عند ربط ذلك مع قوله تعالى : "هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ".
نستدل من هذه اﻵية الكريمة ان اﻵيات المتشابهة لن يستطيع أحد من تلقاء نفسه أن يعلم تأويلها ، و عندما يتحقق قوله تعالى "ثم ان علينا بيانه" ، سيكون الله هو الذي أوصل علم اﻷيات الى الناس.
و السؤال هو هل القرآن الآن بالكامل بيّن و واضح؟
و الجواب بسهولة هو لا ، لأن مازالت آيات كثيرة متشابهة غير معلومة و غامضة جدا .
مثال ذلك قوله تعالى في سورة الفلق : " من شر غاسق اذا وقب ، من شر النفاثات في العقد" ، ومن السهولة ملاحظة تخبط المفسرين في تفسير النفاثات في العقد ، و أكثر اﻵراء فيها، أنهن الساحرات اللاتي ينفخن في عقد الحبال ، وهو بالتأكيد لا يشكل أي منطق.
ومن ذلك ايضا قوله تعالى : " قل هو الله أحد" ولا يعلم أحد ما معنى قوله تعالى "أحد" ولماذا لم يقل واحد.
وقوله تعالى :"وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا " ، يفسره البعض على ان الله يقسم بالخيل السريعة ، و لكن ثم ماذا؟ هل من المعقول أن يقسم الله بحصان يركض على اﻷعداء ، وماذا يعني اذا ركض حصان سريع و قوي في جيش الكفار ؟ وما هو الجمع الذي وسطن به؟
القرآن كلام الله ، وهو بالتأكيد اعظم من هكذا تفاسير لا تحمل منطق و تضعف كلام الله القوي ، و تعطي الحجج أمام من يريد ان يطعن في آيات الله ، فاﻷولى من ذلك هو نسبة علم هذه الأيات المتشابهة الى الله تعالى حتى يبينها لنا.
وغير هذه الآيات المتشابهة يوجد الكثير وهي لا تزال مجهول المعنى .
و لكن استدرك هنا أن هناك كتاب طبع في عام 1966 أسمه( المتشابه من القرآن ، بيان الآيات الغامضة ل محمد علي حسن الحلي ) ، نقرأ في مقدمته :
"واعلم أنّك إذا قرأت كتابي هذا لا ترى فيه متشابهاً فتقول في نفسك كيف أسماه المؤلّف (المتشابه من القرآن) وأنا لا أرى فيه متشابهاً بل كلّه مفهوم ؟ فالجواب : أنّي أوضحت لك الكلام وبيّنت فيه المرام مِمّا أعطاني ربّي من إلهام فأصبح الكتاب مفهوماً لجميع الأنام . ولكنّك لو طالعت من كتب التفاسير غير كتابي هذا لعلمت وأيقنت بأنّها آيات متشابهة لا يعلم تأويلها إلاّ الله . "
والكتاب المطبوع يحوي على اﻵيات المتشابهة من سورة الفاتحة حى سورة هود ، وأنا قرأت الكتاب و وجدت فيه بيان آيات القرآن ، فعلمت ان هذا من تعليم الله عز و جل..و الحمد لله رب العالمين.
واذا أردت قراءة الكتاب فهو موجود على هذا الرابط ، المتشابه من القرآن