*أن للواقف على آيات الله في الحب والتعبير عن من يحبهم تجد فيها معرفة للعقل حيث عند تدبر القرآن تعرف الاشخاص الذين يحبهم الله وبالتعرف على الله من خلال فضله ومنه وكرمه وأسمائه فحب الله عن طريق العلم يختلف عن حبه عن طريق الحس فالحب عن طريق الحس لا تتعدى المحبة الذاتية للصور ومحبة العلم والعمل تتعرف على الصور المعنوية الذاتية فتحب صاحبها .
كذلك حب الأنبياء والأولياء والصالحين .
وحين النظر ألى عوام الناس تكاد محبتهم تجمع على المحبة الصورية المتعارف عليها بين الأشخاص وعن طريق الأخبار المشافهة المنقولة جيلاً بعد جيل مع ما تحملهُ هذه الطريقة من مساوئ في الزيادة والنقصان وحسب ما يكنه الشخص من حب او عداء لهذا النبي او ذاك الولي ومن هذا نتج مجتمع جاهل ولا يستطيع أن يفكر خارج حدود الصورة أما و إذا ما أراد القراءة عن هذه الشخصية فأنه لا يبحث عن ما يخالف فكرة لكي يتأكد من معلوماته بل أنه يلجأ في اكثر الأحيان ألى ما يدعم أفكاره أي على عكس المثل الذي يقول ( لا يعرف الشيء إلا بضده ) إي بمعنى كيف تعرف محاسن الصباح او النهار أن لم تعرف الليل وكيف تعرف برد الشتاء ان تجرب او تختبر حر الصيف وهكذا فإذا كنت تريد أن تعرف انك على صواب وعلى الطريقة الصحيحة يجب عليك أن تعرف مساوئ ومحاسن ما انت فيه وكذلك محاسن الفكر المعارض لي ولا أفكاري لكي أتبين هل أنا على صواب أو على خطاء؟؟؟
من أمور الحب الحسي وسلبياته اذكراني ذات مرة قد دخلت لاحد المراقد ( قبر ) وكان هناك وفد سياحي من دولة أيران وكان احد الأشخاص في هذا الوفد يتكلم باللغة الفارسية التي لا أفقه منها شيء ولأنه كان عند كلامه يبكي صرت أبكي أنا أيضاَ ( كأنه أحساس بتعاطف أو الميل العاطفي ) المبني على الجهل وألا ما الذي جعلني أبكي دون معرفة ماذا كان يقول على اقل تقدير .
هذه صورة من صور الحب الحسي المبني على ثقافة الإحساس بما احمله في داخلي من صور وأفكار عن بعض شخصيات أهل البيت .
أما الحب المعنوي المبني على البصيرة والتبصر في ما نعلمه ونتعلمه على مدى عمرنا فيختلف اختلافاً كلياً .
وأعلى درجات الحب واسماها هي محبة الخلق للخالق والتي تتجلى في التفكر في كل ما خلق وإتقان خلقه لنا وشكره على جميع ما وهب لنا من نعم فهو التفضل الأول فليس لاحد في ما أنا فيه من فضل إلا الله فهو من وهب لي العقل وجعلني اعبده على بصيرة وغيرة من جميع النعم التي لا تحصى ولا تعد . من ثم محبة جميع الأنبياء و المرسلين وأهل الإسلام الموحدين بدون مغالاة في احد منهم [قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحۡبِبۡكُمُ اللّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ](آل عمران 31 ) [وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالۡإِيمَانَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمۡ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡكَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِ فَأُوۡلَـٰٓئِكَ هُمُ الۡمُفۡلِحُونَ ] (الحشر 125 )