لقد كان القول والإعتقاد بالإمام المهدي عليه السلام ثابتا عند المسلمين منذ عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة الطاهرين من بعده .
*وقد مرّ عليك شيء من الآيات المأولة بالإمام المهدي عليه السلام والبشائر النبوية ، والأحاديث العلوية ، والأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام .
*وقد رايث أنّ تلك الآيات والأحاديث تنطق بظهور الإمام المهدي وتصرح بجلالة قدره وعلوّمكانه ، بحيث لا تجد في تاريخ الإسلام نظير تلك الشخصية من حيث الإمكانية وتنفيذ القدرة ، والإستيلاء على الكرة الأرضية ، وغير ذلك ممّا قرأته في الفصول السابقة .
*فكانت هذه الحقيقة مشهورة عند المسلمين ، معروفة لديهم ، لكثرة الأحاديث المروية حولها ، ولم يكن أحد يتحرأ على تكذيب هذه الحقيقة في ذلك الزمان .
وانطلاقا من هذه العقيدة والحقيقة ظهر – خلال هذه القرون- أفراد نسبت إليهم المهدوية أو سوّلت لهم أنفسهم أن يدّعوا المهدوية كذبا وزروا ، وقد أحصاهم بعض المؤرخين فبلغوا خمسين رجلا ، والجدير بالذكر أنّ بعضهم مجهول النسب والهوية والإتجاه والدين والمذهب ، وبعضهم كانت له تصرفات شاذة ، وأعمال غير عقلائية تشبه تصرفات المجلنين ، وبعضهم هلك هو وأتباعه في أوائل دعوته ، وأزيلوا عن الوجود ولم تبق منهم بقية ، وبعضهم مات وبقي اسمه وذكره .
ونحن نقتطف – مجموعة هؤلاء الأفراد – عددا من الذين اشتهروا في التاريخ بادّعائهم المهدوية ، ونذكر لمحة خاطفة عنهم .
ويمكننا أن نقسم هؤلاء إلى ثلاثة أقسام :
1- نسب إليه المهدوية .
2- من ادّعي المهدوية بدافع حبّ الرئاسة والجاه .
3- من ادّعي المهدوية بخطه إستعمارية وإيعاز من المستعمرين.
أمّا القسم الأوّل : فيظهر من التاريخ أنّ بعض الذين نسبت إليهم المهدوية إنّما ادّعاها لهم أصحابهم وأتباعهم ، وانتشرت هذه الفكرة يومذاك في الأوساط . ولا نعلم – بالضبط- لماذا سكت هؤلاء في مقابل هذه النسبة المفتعلة إليهم ؟! .
وقد حاول أتباع هؤلاء أن يطبقوا بعض العلامات – المروية في الأحاديث حول الإمام المهدي – على أولئك الأفراد .
وفيما يلي نذكر نماذج من هذا القسم :
1- لقد ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( أنّ المهدي اسمه اسمي)
وجاء أتباع المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأعوانه ، فنسبوا المهدوية إلى محمد ابن الإمام علي ، المعروف بابن الحنفية ، وطبقوا عليه الحديث الم1كور. ويناسب هنا قول الشاعر :
قل للذين يدّعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
2- كما ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( أنّ المهدي من ولد الحسين ، وأنّه يخرج بالسيف ، وأنّه ابن سبيّة – اي مسبية - ).
فلما نهض زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ادّعي أتباعه أنّه المهدي لأنّه منولد الحسين ، وأنّه قام بالسيف وأنّه بن سبية .
وقد تناسي اتباع زيد الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال :
(وأئمة بعدي إثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، وتاسعهم قائمهم )
فلم يكن زيد الإمام التاسع من صلب الحسين عليه السلام .
ولكن أتباع زيد ادّعوا هذه الإدّعاء ، جلبا للقولب ولأغراض نفسية .
ولمّا قتل زيد وبقي مصلوبا سنوات عديدة ، قال حكم بن عيّاش – شاعر الأمويين – في ضمن أبيات له :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ولم نر مهديا على الجذع يصلب
فانظر إلى هذا الحاقد الشامت ، كيف يمشت بصلب زيد بن علي بن الحسين ، وكيف يستهزء بالمهدوية ؟ ! .
وأخيرا ... تكوّن المذهب الزيدي من ذلك اليوم وإلى هذا اليوم ، ويتواجد أكثرهم في بلاد اليمن ، وقد انفصلوا – مع الأسف – عن المذهب الشيعي وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام واتّبعوا بعض المذاهب الأخرى ، في فقههم وأصولهم وفروعهم .
وكانت للزيدية مواقف عير حميدة تجاه الأئمة الطاهرين عليهم السلام هذا ... والجدير بالزيدية أن يراجعوا إلى أصلهم واصالتهم ، بأنّ يتمسكوا – في مذهبهم – بأئمة أهل البيت الذين أمر الله ورسوله بأتباعهم ، وأن يعودوا إلى المذهب الشيعي الحق ، الذي كانوا عليه في بداية الأمر .
4- وبعد سنوات من ثورة زيد بن علي ، ولد محمد بن عبد الله – المعروف بالمحض – بن الحسن المثني ابن الإمام الحسن المجتبي عليه السلام فانتهز أصحاب المطالع والأهواء هذه الفرصة ، فنسبوا إليه المهدوية وطبّقوا عليه الحديث المزيّف المختلق المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ : المهعدي ... وأسم أبيه اسم أبي .
5- وقد ذكرنا – في أوئل البحث – أنّ هذا الحديث يخالف مئات الأحاديث المروية حول اسم والد الإمام المهدي ، وأنّه الإمام الحسن العسكري عليه السلام إلاّ أنّ الإنتهازيين طبّقوا هذا الحديث المزيّف على محمد بن عبد الله المحض ، وسموه بـ ( النفس الزكية ) وبايعه بعض الناس ، ومن المضحك أنّ أباه عبد الله بايعه أيضا على أنّه المهدي .
وممّن بايعه هو المنصور الدوانيقي العباسي ، ولما قامت الحكومة العباسية انهارت مهدوية محمد بن عبد الله ، ونقض المنصور بيعته ! .
وأمّا القسم الثاني : وهم الذين ادّعوا المهدوية بدافع الدجل وحبّ الرئاسة ، وجلب القلوب واكتساب القدرة والعظمة ، فهم كثيرون .. منهم : المهدي العباسي ، فقد ادّعي أبوه المنصور الدوانيقي بأنّ ولده هذا هو المهدي ! مع العلم أنّ المنصور كان قد بايع – قبل ذلك – محمد بن عبد الله المحض الذي نسبت إليه المهدوية.
انظر إلى هذه المخازي ، وإلى التلاعب بالعقائد ، حسب الأهواء والظروف ! .
وهكذا .. وبين فترة وأخرى ، كانت هذه الفكرة تظهر ، وتتجسد في هذا وذاك ، حسب الآراء والميول والنزاعات .
ولا ينقضي تعجبي من قلّة حياة هؤلاء المدّعين للمهدوية وصفاتهم ! فكيف كانوا يتجاعرون بهدذا الكذب الفاضح المخزي وهم يعلمون أنّهم يكذبون في ادّعائهم ؟! لأنّ الإمام المهدي – الذي بشّر به رسول الله والأئمة الطاهرين – موصوف بصفات خاصة ، ومنعوت بمزايا معينّّّّّّّّّّّّّّة مصرّح بها .
وأشهر تلك الصفات أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا ، بعد أن تملأ ظلما وجورا ، فهل استطاع أحد من أولئك الكذّابين أن يرفع شيئا من الظلم الذي انتشر في المجتمعات البشرية ؟! .
وأعجب من هؤلاء الدّجالين هم الذين صدّقوا ادعات هؤلاء ، وآمنوا بهم وبخرافاتهم ، مع العلم أنّ الأحاديث الشريفة لم تكن تنطبق عليهم ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما على الفراغ الفكري والعقائدي الذي كان يعاني منه هولاء الأتباع ، ممّا جعلهم ينعقون مع كلّ ناعق ميميلون مع كل ريح .
وأمّا القسم الثالث : وهم الذين ادّعوا المهدوية ، بخطّة إستعمارية وإيعاز من المستعمرين ، فيمكن الإشارة إليهم فيما يلي :
لقد وضع الإستعمار عدّة خطط لضرب الإسلام وتفريق كلمة المسلمين ، كيف يتحقق هدفه الإستعمارية : ( فرّق تسد ) .
ومن الخطط الجهنمية التي وضعها في هذا المجال هو إيجاد المذاهب المتعددة في المسلمين ، والتلاعب بالمعتقدات الدينية ، لإيجاد الوهن فيها وتضعضع القلوب والأفكار .
وممّا انتهزه الإستعمار – في هذا المجال – هي فكرة المهدوية ، فقد ربّي بعض الأفراد تربية إستعمارية ، وأمرهم بأن يدّعوا المهدوية ، وساعدهم بالمال وغيره .
ونكتفي – هنا – بذكر نموذج واحد من الذين ادّعوا المهدوية بإيعاز من المستعمرين ، رعاية لأسلوب البحث .
علي محمد الباب ، مؤسس البهائي :
لقد جاء جاسوس روسي إلى إيران عام 1834م، حاملا معه خطة شيطانية خبيثة ضد الإسلام والمسلمين ، واستطاع هذا الجاسوس الروسي أن يلعب دورا حاقدا في سياسة إيران يومذاك.
وبعد فترة جاء إلى العراق ، وسمّي نفسيه : الشيخ عيسي لنكراني ، بينما كان اسمه الحقيقي : كنياز دالكوركي ، وتزيّا بزي رجال الدين وحضر درس السيد كاظم الرشتي – كان من العلماء – في مدينة كربلاء المقدسة ، وهناك التقي برجل اسمه علي محمد – الذي عرف فيما بعد بالباب – وكان تلميذ عند الرشتي المذكور .
وكان علي محمد يشرب الحشيشة ، واستطاع الجاسوس أن يكوّن بينه وبين علي محمد علاقة صاقة وثيقة .
وفي ليلة من الليالي وبينما شرب علي محمد الحشيشة – كعادته – انتهز الجاسوس الروسي الفرصة ، وخاطبه – بكل خضوع واحترام – قائلا : يا صاحب الزمان ترحم عليّ ... أنت صاحب الزمان قطعا .
وبالرغم من أنّ علي محمد كان قد فقد بعض مشاعره بسبب الحشيشة المخدّرة إلاّ أنّه رفض هذا الخطاب ، وحاول أن يدفع عن نفسه هذه النسبة ، ولكنّ الجاسوس الروسي ألحّ عليه بذلك ، وجعل يلقّنه ويكرر عليه القول بأنه هو الإمام المهدي .
وكلما شرب علي محمد الحشيشة ، وانتهز الجاسوس الفرصة للالقين والإيحاء ، وكان يسأله أسئلة طفيفة ويجيب علي محمد بإجابات سخيفة ، فيبدي الجاسوس إعجابه بتلك الإجابات .
وفي يوم من الأيام أحضر له الجاسوس زجاجة خمر اشترها من بغداد ، وقدّمه للباب ، فلم يمتنع من شربها ، ولما سلبت الخمرة عقله ورشده ، شرع الجاسوس بتلقينه بأنّه هو الإمام المهدي صاحب الزمان .
وبدأ علي محمد يصدق مقالة الجاسوس ، ويعتقد بأنه هو الإمام المهدي ، ولكنّه خاف من إظهار هذا الأمر ، ولم يصرح به .. إلاّ أنّ الجاسوس كان يشجعه على ذلك ويعدّه بالمال الكثير .
وأخيرا سافر علي محمد من كربلاء المقدسة إلى البصرة ثم إلى بوشهر – إيران - وهنا ادّعي أنّه باب الإمام المهدي ، أي أنّه نائب خاص لٌمام عليه السلام ولكنّ الجاسوس لم يرض بهذا الإدّعاء ، بل كتب إليه : أنت صاحب الأمر وإمام العصر .
ثم جعل الجاسوس ينشر في كربلاء بأنّ علي محمد هو صاحب الزمان وقد ظهر في بو شهر .
والناس بين مصدّق ومكذّب ، فالذين كانوا يعرفون علي محمد الحشّاش الخمّار ، كانوا يضحكون من هذه الإشاعات ، وبعض الحمقي والبسطاء كانوا يصدقون الخبر .
وبعدما قام الجاسوس بهذه الأعمال الشيطانية عيّن سفيرا لروسيا في طهران ، فقويت شوكته ، وكثرت إمكانياته ، ووجد مجال العمل مفتوحا أمامه أكثر ، فانتهز الفرصة أكثر من ذي قبل .
وكان الجاسوس قد ربّي – في طهران – أفرادا من اصدقائه تربية جاسوسية ، بأن اشترى منهم ضمائرهم وعقائدهم ، فصاروا تحت تصرّفه ، ورهن إشارته ، منهم : الأخوان : حسين علي المعروف بـ ( البهاء ) والميرزا يحيي المعروف بـ ( صبح أزل ) وكان لهذين الأخوين دور كبير في تنفيذ خطط هذا الجاسوس الخبيث .
وبعد انقضاء شهرين ، خرج علي محمد من مدينة بوشهر واتّجه نحو مدينة شيراز ، وكلّما مرّ علي قرية في الطريق ادّعي بأنّه النائب الخاص للإمام المهدي .
وفي شيراز جعل يدّعي أنّه هو الإمام المهدي صاحب الزمان ، فاجتمع حوله بعض السفلة الذين لا يلتزمون بمبدإ ولا دين .
ولما سمع علماء شيراز بقدوم هذا الشيطان الرجيم ، وأرسلوا بعض من يثقون به ، إلى مجلس علي محمد لتحقيق عن الخبر ، واستطاع أولئك الثقات أن يتظاهروا بالمحبّة والتعظيم ، حتى وثق بهم علي محم ، وصرّح لهم بأنّه هو الإمام المهدي ، وكشف لهم عن بعض ما يعتقده من خرافات وأباطيل ، وأخبروا العلماء بما يضمره هذا المنحرف الضال .
وهنا قام العلماء ضدّه ، وهكذا ثار عليه أقرباؤه واسرته وأخرجوه من منزله ، وألقي علي القبض وسيق إلى المحكمة ، فحكموا عليه بالضرب والسجن . وبقي في السجن فترة طويلة ، ثم أطلق سراحه ، فخرج من شيراز قاصدا مدينة أصفهان .
وبعث الجاسوس برسالة إلى والي اصفهان ، يوصيه – فيها – باحترام علي محمد الباب والمحافظة على حياته ، ولكنّ والي أصفهان فارق الحياة في تلك الأيام ، وألقي القبض على الإمام المزيّف وأرسل مخفورا إلى طهران .
وأوعز الجاسوس الروسي إلى أصدقائه – الذين تقدّم ذكرهم – بأن يثيروا الضجيج بين الناس ، بأنّ يقولوا لهم : إنّ الإمام المهدي قد ألقي عليه القبض !! .
ثم أرسلت الحكومة علي محمد الباب مخفورا إلى ( قزوين ) ثم إلى ( تبريز) ثم إلى ( ماكو) . واستمر أصدقاء الجاسوس السوفياتي على التهريج ضدّ الحكومة يومذاك ، وانتشر الخبر في بعض بلاد إيران ، فقام بعض السفلة – الذين زوّدهم الجاسوس بالمال – بالضجيج والصياح ضدّ الحكومة .
وأخيرا ... أمر الملك بإحضار علي محمد ومحاكمته ، بحضور العلماء والفقهاء ، فانعقدت الجلسة وجرى حوار ونقاش أدّي – في النهاية – غلى نوبة علي محمد على أيدي العلماء ، والإستغفار من ذنبه .
فخشي الجاسوس الروسي أن ينكشف أمره ، فسعى في قتل علي محمد ، تغطية للمؤامراة السوفياتية الخبيثة التي نفذّها ، وفي تلك الأيام ، قتل الملك ، وجاء بعده الملك ناصر الدين شاه ، فأمر بقتل علي محمد وشنقه ، ونفذّ فيه حكم الإعدام .
وأمّا حسين علي وزملاؤه ، فقد ذهبوا إلى بغداد ، بأمر الجاسوس الروسي ، بعد أن كادوا أن يلقوا جزاءهم ، لولا المحاولات الكثيرة التي بذلها الجاسوس وموظفوا السفارة الروسية لإنقاذهم .
وصدرت التعليمات من الجاسوس إلى حسين علي بأن يدعو لأخيه يحيي بأنه هو الذي يظهره الله في آخر الزمان ، وزوّدهم بأموال كثيرة في سبيل نشر هذه الدعوة . فشرعوا بالدعوة إلى ذلك الدين المزيف ، وتجاوب معهم بعض الهمج من الناس ، الذي ليس لهم اتجاه معيّن في الحياة .
وعند ذلك حكمت الحكومة العثمانية على هذه الظغمة الفاسدة ، بالإبعاد من بغداد إلى ( اسلامبول) – بتركيا- ثم إلى ( أدرنة ) .
وكانت التعليمات البهائية تنظم في سفارة روسيا في طهران ، وترسل إلى حسين علي ، وكان بدوره ينشرها بين أتباه .
وأخيرا ... وقع الإختلاف والنزاع بين حسين علي وأخيه يحيي ، فسافر يحيي إلى قبرص وتزوّج هناك وسمي نفسه : ( صبح أزل ) .
وأمّا حسين علي وأتباعه فقد أبعدوا من تركيا إلى مدينة عكا – في فلسطين – وواصلوا الجهود لنشر هذا الدين الخرافي في إيران وفلسطين ، عن طريق بذل الأموال الطائلة .
وقد اختار حسين علي لنفسه لقب ( البهاء ) ولهذا يسمي أتباعه بـ ( البهائية ) . والجدير بالذكر أنّ الدين البهائي ينفصل عن الإسلام في اتلأصول والفروع ، وأنّ البهائي لا يعتبرون أنفسهم مسلمين ، بل يعتبرون أنفسهم أتباع دين آخر اسمه : ( البهائية ).
وقد انتشر هذا الحزب السياسي – الذي تلبس بلباس الدين – في بعض البلاد الإسلامية والغربية وقد اتّحدت أمريكا مع روسيا في نشر هذا الدين وترويجه ، ضدّ الإسلام والمسلمين ، ولهذا ترى البهائية والبهائيين يتواجدون في كل قطر يخضع للنفوذ الأمريكي ، ومتى تقلصّ النفوذ الأكريكي من بلد من البلاد الإسلامية ، تقلصّ الحزب البهائي أيضا .
هذه خلاصة عن تاريخ الباب والباهائية والبهائيين ، ذكرناها بالمناسبة ، ولهم تاريخ طويل مملوء بالمخازي والقبائح التي تندي منها جبهة الإنسانسة [1] .
وهناك عدد آخر من المدعين للمهدوية كذبا وزورا ، ونعلم – أنهم من اي قسم من أقسام الثلاثة المذكورة ، وإليك اسماء بعضهم :
1- عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهو مؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب إبتداء من مصر إلى المغرب الأقصى .
2- محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني ، المعروف بالمهدي الهرعي ، واصله من جيل السوس في أقصى بلاد المغرب ، وقد أسس دولة عظيمة في أوائل القرن السادس الهجري ، وعند مماته أوصى إلى عبد الله المؤمن ، فقام مقامه وأسس دولة عرفت بدولة عبد المؤمن .
3- العباس الفاطمي ، ظهر في المغرب الأقصى في آخر المائة السابعة للهجري ، وادّعي المهدوية .
4- السيد أحمد ، ظهر في بعض بلاد المهند عام 1243هـ
5- نحند بن علي بن محمد السنوسي ، ولد في الجزائر في جبل سنوس عام 1211هـ . تقريبا ، واسس مذهبا وسكن في ليبيا ، وخلفه ابنه .
6-غلام أحمد قادياني ، ولد حوالي سنة 1249هـ في قاديان من بلاد البنجاب في باكستان ، وكثّر أتباعه في بلته وفي منطقة البنجان وكشمير وبمباي وغيرها من بلاد المهند وبلاد العرب ، وزنجبار .
7- محمد أحمد المهدي السوداني . ويقال له : ( المتمهدي ) ادّعي أنّه الإمام الثاني عشر الذي زهر مرة قبل هذه ، وكان يبشّر السودانيين المضظهدين بظهور المهدي المتظر لإنقاذهم من الضرائب التي كانت الدولة – يومذاك – تستوفيها من الناس ، فانتشر اسم الإمام المهدي المنتظر في الأوساط . وسألوه يوما : لعلّك المهدي المنتظر ؟! .
فقال : أجل .. أنا هو !! .
ثم أخذ يبث تعاليمه وانتشر خبره إلى الخرطوم وضواحيه ، فاعترفت به القبائل االبقاّرة ، وحارب الإنكليز وانتصر وانتصر في حروبه ، ثم مات على أثر الحمي حوالي سنة 1308هـ .
هذا ..ولكل واحد من هؤلاء ترجم مفصلة ، وقد إكتفينا بهذا الموجز رعاية للإختصار ، ويوجد شيء من التفاصيل في كتاب ( مفتاح باب الأبواب ) وكتاب ( طبقات المضلين ) .
وخلاصة القول : إنّ أدّعاه المهدوية صار ألعوبة ووسيلة عند الإنتهازيين الذين يحاولون تحقيق أهدافهم الشخصية أو الإستعمارية .. مهما كانت الوسيلة .
ومن الصحيح أن نقول : أنّ هؤلاء الذين ادّعوا المهدوية ، قد ارتكبوا جريمة لا تغفر ، لأنّهم تلاعبوا بمعتقدات الناس ، وأرلدوا إحياء الباطل وإماتة الحق ، وتشويه سمعة ، وتفريق كلمة الاسلام وفتح المجال أمام كل مخالف ومستهزء ومعاند ، ليكتب ما يشاء وقول ما يريد .
أضف إلى ذلك : إضلالهم الناس وإغوائهم عن الطريق المستقيم ، وسوقهم إلى مذاهب مفتعلة مزيّفة .
منقول بتصرف