قصة النبي ابراهيم عليه السلام حين قرر تهديم اصنام قومه :
" وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ52إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ53قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ54قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ55 قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ56 قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ57 وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ58 فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ "
اذا أردنا صياغة القصة من منظور علماني ، فستكون قصة رجل أكتشف أن هناك رب واحد في الكون و أن قومه في ضلال مبين في عبادتهم لأصنام صنعوها بايديهم ، و بعد نقاش بسيط معهم قرر ببساطة أن يحطم كل أصنامهم عدا الكبير فيهم . و اذن هو لم يحترم اي حرية للديانة التي يدين بها الغالبية الساحقة من قومه و بناءاً على أيمانه كسر و أهان اكبر رموز تلك الديانة في وسط معبدهم .
اذن اين المرجعية في ذلك؟ اذا كانت المرجعية في ذلك للأكثرية و حرية التعبير و الديانة ، فأذن ان ابراهيم كان مخطئاً فيما عمل، ومن يعتقد بخطأ فعل ابراهيم فهو بالتأكيد ليس مسلم ، لأنه ينكر اصلا من اصول القرآن الكريم ... اذن كيف لنا أن نؤمن كمسلمين أن ما فعله ابراهيم كان صائباً ؟ وتحت أي مرجعية يتم الحكم بها على صحة العمل؟
و الجواب ان المرجعية هي للحق تعالى ، هو خالق البشر و هو السيد المطلق و كلامه لا يقايض مع كلام البشر الذي لا قيمة له.
اذن الصورة تكون كالتالي : الأغلبية الساحقة من قوم ابراهيم ، في مقابل رجل واحد هو ابراهيم و معه الله تعالى ، عندها كان الحق مع ابراهيم وانتصر هو على قومه الذين اهلكوا بالطاعون.
و ان كنا نعلم ان ليس من المسلمين من هو بمستوى ايمان ابراهيم عليه السلام ، ولكن هل يجوز مجاملة عباد الصنم و البقر و الصليب، و امتداح دينهم و آلهتهم ؟ اذا كان المسلم من الضعف بحيث لا يمكنه انتقاد الباطل حتى بالقول، عندها يكون الصمت اضعف الأيمان(مع انتقاد الباطل في القلب) ، ولكن كيف يكون تجميل و تبرير و اعطاء الشرعية على الباطل؟
وكم ممن يعتبر نفسه من المسلمين اليوم اذا عاد بهم الزمن الى وقت ابراهيم ، سيجرمون عمله غاضبين مما فعل؟ وهم في نفس الوقت يطلبون رضا الله ودخول الجنة!