تضاربت دراسة متخصصة حديثة، مع دراسات سابقة، نظرتها وزارة التربية والتعليم في السعودية، تطالب بتقليص وزن الحقائب المدرسية للمراحل الأولى، لتصبح بنسبة 10% من وزن حاملها، لانعكاساتها السالبة على ظهور الصغار. فيما أوصت الدراسة الأخيرة التي أعدتها باحثة في جامعة الملك سعود بضرورة تقليص نسبة ثقل الحقيبة إلى 5% فقط من وزن الجسم، لتسببها في تحرك فقرات الرقبة، الأمر الذي يساهم في حدوث تشوهات في العمود الفقري وتأثيرات سالبة على النمو.
وأوضحت الباحثة تهاني عبد العزيز الأحمد لـ«الشرق الأوسط» أن الدراسة الحديثة اعتمدت على استخدام جهاز حديث لقياس قوام الرقبة عند الطالبات، أثبت وجود انحرافات في الرقبة لدى عدد من الطالبات، عن طريق زيارات مكثفة لعدد من المدارس الحكومية والخاصة.
وأضافت «الدراسة التي رفعت لوزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة الصحية، طالبت بضرورة ألا يزيد وزن الحقائب عن 5%، وهي النسبة التي تضمن عدم حودث زيادة في انحراف الرقبة لدى الطلاب الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة».
وتهدف الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها وهي بعنوان «تأثير ثقل حقيبة الظهر المدرسية على قوام الرقبة عند الطالبات السعوديات» والتي أجريت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وحاذت على أثرها على درجة الماجستير من جامعة الملك سعود كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم التأهيل الصحي، تهدف إلى اكتشاف آثار حمل حقيبة الظهر المدرسية الثقيلة على قوام الرأس، وقياس الإزاحة الأمامية لقوام الرأس من وضع الوقوف عند الطالبات، في المرحلة الابتدائية بعمر 7 - 9 سنوات.
كما تهدف إلى قياس نسبة وزن حقيبة الطالبة إلى وزن جسمها، وكشف العلاقة بين ثقل حقيبة الطالبة، ومدى تغير قوام الرقبة. وتم اختيار موضوع الرسالة بعد أن ثبت علميا ارتباط حقيبة الظهر المدرسية بآلام الرقبة والظهر وتشوهات القوام وتأثيرها على الوظائف الحيوية بالجسم كالتنفس وسرعة نبضات القلب، ورغم أن الوزارة قد أعدت دراسات سابقة في هذا المجال، وحددت نسبة 10% من وزن الجسم، فإن هذه الدراسة دحضت الدراسات السابقة، لاستخدامها الجهاز المخصص لقياس المدى الحركي للرقبة Cevical Range Of Motion device لقياس الإزاحة الأمامية للرأس عند الأطفال، وشملت هذه الدراسة 200 طالبة من المرحلة الابتدائية بعمر 7 - 9 سنوات.
وبينت الدراسة تغيرا ذا دلالة إحصائية بين وضع الرأس قبل وأثناء حمل الحقيبة، وتبين أيضا أن متوسط وزن حقيبة المدرسة لدى هؤلاء الفتيات 10.28% من وزن الجسم، متجاوزا الوزن الموصى به من قبل وزارة التربية والتعليم وهو 10% من وزن الجسم.
كما وجدت الدراسة أن الفتيات بعمر 7 سنوات يحملن حقائب مدرسية أثقل من الفتيات بعمر 8 و9 سنوات حيث بلغت نسبة وزن حقائبهن 13.66% من وزن الجسم.
وأظهرت الدراسة زيادة ذات دلالة إحصائية في انحراف قوام الرأس إلى الأمام عند حمل حقيبة تزن أكثر من 5% من وزن الجسم مقارنة مع قوام الرأس من دون حملها، وهذه الزيادة وجدت بقيم أكبر عند فئة 7 سنوات.
وقد عزت الباحثة ثقل الحقيبة المدرسية إلى زيادة عدد الكتب المدرسية، وعدم التزام بعض المعلمات والطالبات بجداول يومية محددة.
وعن التوصيات التي خرجت بها الدراسة قالت الباحثة تهاني الأحمد إن الدراسة طالبت بضرورة خروج قرار من قبل وزارة التربية والتعليم بإلزام جميع المدارس بتخفيض وزن الحقيبة المدرسية إلى ما يقل عن 5% من وزن الجسم تفاديا لأضرارها على قوام الرأس وصحة الجسم بشكل عام، وذلك بإلزام المعلمات بالالتزام بالجداول المدرسية، حيث كشفت أن أغلب المعلمات لا ليلتزمن بالجداول المدرسية وتطالب بحمل جميع مناهجها الدراسية، وهو السبب الرئيسي في ثقل الحقائب.
إضافة إلى حث إدارات المدارس بالتوعية في استخدام الحقائب المدرسية الطبية، التي تحتوي على علاقات جانبية للخصر لتخفيف الضغط على الرقبة والظهر مع علاق عريض في الرقبة.
منقول من جريدة الشرق الاوسط