تشير بعض البحوث الى تقديرات عن أعداد البشر الذين عاشوا على الأرض منذ أن خلق الله الأنسان ، وتعتمد هذه الحسابات على تقديرات من معادلات رياضية و على الوقائع التاريخية ، ومما يثير الأنتباه أن اعلى هذه التقديرات هي في حدود المئة مليار شخص ، بينما تخفض بحوث اخرى هذا الرقم الى حدود 25 مليار شخص ، وعلى البي بي سي مثلا تم نشر تطبيق لحساب تسلسلسل الشخص بالنسبة للبشر الأحياء و بالنسبة للبشر منذ فجر التاريخ وهو على هذا الرابط:
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/10/111028_world_population.shtml
وعند ادخال تاريخ 1-1-2012 نجد ان تقدير عدد الأشخاص الذين عاشوا منذ بدء الخليقة وحتى هذا التاريخ هو" 83,238,290,686 " حوالي 83 مليار انسان ، وهو تقريبا يعادل 10 مرات عدد سكان العالم حالياً ، و هذا يعني أن مقابل كل شخص حي حالياً ، يوجد عشرة أموات أو عشرة أرواح على الأرض.
و تشير التقديرات أيضاً الى أن عدد سكان العالم في وقت المسيح (عليه السلام) كان بين 200 الى 300 مليون . وفي حوالي سنة 600 ميلادية ، وقت بعث الرسول محمد (عليه السلام) كان عدد البشر 300 مليون ، ومن بعض الحسابات ينتج أن عدد البشر منذ بداية الخلق و حتى بعث الرسول محمد قد لا يتجاوز السبعة مليارات ، أي حوالي عُشر العدد الكلي حالياً البالغ 83 مليار.
واذا فرضنا أن الناس منذ الخليقة و حتى بعث الرسول محمد عليه السلام هم الأولين ، والناس بعد ذلك الوقت وحتى قيام الساعة هم الأخرين فيكون عندها أن عدد الأخرين اليوم هو عشرة أضعاف عدد الأولين.
واذا قدر الله أن تبقى الأرض الف سنة أخرى حتى قيام القيامة ، فعدد الأخرين سيرتفع بشكل كبير جداً لأن البشر في السنوات القادمة سيزدادون أكثر و اكثر ، فربما ستصبح نسبة الأولين الى الأخرين واحد الى مئة أو واحد الى الف.
وعندما نقرأ قوله تعالى في سورة الواقعة عن حال البشر في يوم القيامة :
" وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً 8 فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ 9 وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ 10 وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 11 أُولَـظ°ئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 12 فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ "
ثم وصف تعالى عدد السابقين :"13 ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ 14 وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ "
ثم بعد أن ذكر الله تعالى حال السابقين في الجنان ، جاء الى ذكر اصحاب اليمين وما أعد لهم ، اتى تعالى الى ذكر عددهم :"38 لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ 39ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ40وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ"
و بحسبة بسيطة نجد ان الناجين (وهم السابقون وأصحاب اليمين) كالتالي:
1) ثلتان من الأولين.
2) ثلة واحدة من الأخرين (مضاف اليها قليل)
حسب التقديرات آنفة الذكر فأن الناجين هم :
1) ثلتان من مجموع سبعة مليارات شخص.
2) ثلة واحدة من تخرج من 100 مليار شخص.
و الباقي هم اصحاب الشمال . قال تعالى :
" 41 وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ 42 فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ 43وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ 44لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ "
هل نستطيع تقدير الثلة؟
اذا كان السابقون هم الذين سبقوا للأيمان بالرسل ، اي اصحاب الرسل الأوائل ، فالقرآن الكريم اخبر ان المؤمنون بالرسل هم قلة من اقوامهم ، واذا بالغنا و قدرنا العدد بمئة مع كل رسول بالمعدل (فقط للتقدير) و المرجح أن العدد اقل من ذلك ، و اذا بالغنا في التقدير مرة اخرى في عدد الرسل الذين أرسلهم الله تعالى ، و فرضنا عددهم عشرة آلاف(وهذا العدد مبالغ به جدا لأن المدة التي بدأ بها ارسال الرسل لا تزيد عن خمسين الف سنة وليس من المعقول أن يبعث الله رسول كل سنة أو كل خمسة سنين) ، عندها ينتج أن عدد السابقين لن يزيد على المليون!! أي ان الثلة هو عدد يدور حول هذا الرقم وربما يكون اقل أو أكثر ، الله أعلم .. والمهم ليس العدد المضبوط و لكن المهم هو التنبه الى أن عدد اصحاب اليمين ربما لن يزيد عن بضعة ملايين من مئات مليارات البشر.
كل هذه هي تقديرات فقط و الله هو العليم ، لكن المهم هوالسؤال الذي نسال به أنفسنا هو :
أين أنت من مئات مليارات البشر ، هل أنت من الثلة ؟ ام من القلة؟ أم من الكثرة؟
الا تعتقد أن اكثرية ال83 مليار انسان هم الآن نادمون و غير قادرين على فعل شيء يغير مصيرهم سوى الأنتظار؟
واذا كان مصير كل انسان حي هو أن يلحق بمصير الناس الذين ماتوا ، فلماذا لا يستخدم الأنسان فكره ليتجنب الطريق الذي يسلكه أكثر البشر ما دام هناك وقت ؟ هل من العقل أن يبقى الأنسان يطمأن نفسه و يعتمد على آمال و أحلام ؟ وكلام الله عنده واضح
ان سبب دخول الجنة هو التوحيد و سبب دخول النار هو الشرك و أصل الشرك هو خدعة الشفاعة التي يخدع بها الشيطان الناس ، واذا أردت أن تجري اختبار بسيط لتعلم ان كنت من أهل التوحيد فأقرأ هذا الجزء من كتاب الأنسان بعد الموت ل محمد علي حسن الحلي : السؤال 27